الجمعة 19 أبريل 2024 02:55 مـ 10 شوال 1445هـ
مصر الآن

المرأة تتقدم صفوف الاستفتاء وتثبت وعيها السياسي بقيمة الاستقرار

البصمة

توجهت المرأة المصرية صباح اليوم السبت إلى لجان الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أقرها مجلس النواب عليها مؤخرا بـ531 صوت مقابل 22، ورغم مسئولياتها وكدها أو كبر سنها أصرت المرأة فى اليوم الأول من أيام الاستفتاء الثلاثة على التوافد بكثرة أمام اللجان لتؤدى دورها بصورة دقيقة أملا في خدمة وطنها، ولتحتفظ بصدارتها المعهودة كقوة تصويتية ضاربة.

ذلك المشهد الذي تكرر في جميع اللحظات الفارقة التي مرت بالوطن والتي تمت خلالها كتابة صفحات ناصعة في تاريخه أثارت المرأة المصرية الدهشة لإصرارها على إثبات دورها وحقها في تقرير مصير وطنها واليوم تتقدم الصفوف من جديد انحيازا للاستقرار.

أكدت المساهمة الفاعلة من المرأة فى بداية التصويت أنها تعي جيدا قيمة الاستقرار واستكمال البناء، وتعرف كذلك قيمة ممارستها حقها السياسي دون إهدار لحقوقها وواجباتها، فالكل له صوت فى الاستفتاء والصوت مؤثر والمشاركة لها دور إيجابي والعزوف سلوك سلبي، ومشاركة المرأة المصرية بكثافة في اليوم الأول من الأيام المحددة للاستفتاء، تشير إلى أنها تتمتع بوعي كبير بطبيعة المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر، وتؤكد رغبتها في استكمال المشوار لتحقيق الإستقرار للوطن، بما ينعكس على إستقرار أسرتها وتوفير فرص عمل لأبنائها.

فمنذ حصلت المرأة المصرية على حق التصويت قبل 63 عاما باتت تعتبره واجبا عليها وترسخت في وجدانها عبر السنين الثقافة الانتخابية التى تعاظمت فى الأونة الأخيرة حتى سارت المرأة قوة كبيرة لايمكن إغفالها في ميزان ديمقراطية المشهد السياسى وفى صنع القرار من أجل استكمال البناء، وشهد الوعى السياسى للمرأة المصرية طفرة غير مسبوقة، وأصبحت جميع نساء مصر على اختلاف مستوياتهن التعليمية والثقافية مهتمات بالشأن السياسى حرصا منهن على مستقبل الوطن بحس وطنى خالص وصادق، فالمرأة تعي جيدا معنى الاستقرار لأنها أول ضحايا انعدامه.

ويمكن الجزم بأن المرأة المصرية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لاقت اهتماما وتقديرا كبيرا لدورها، وتجلى ذلك الاهتمام مع أول خطاب للرئيس بعد فوزه بالانتخابات، حيث وعد بالعمل الجاد على أن يكون للمرأة دور في الحياة السياسية، وأن يكون لها نصيب عادل فى مجلس النواب وفي المناصب التنفيذية فى الدولة، وتذليل العقبات أمامها في الوظائف النيابية، وجاء ذلك الوعد كدافع قوي أمام المرأة المصرية للاستمرار في صراعها مع قضية التمكين حيث كان الوعد بمثابة الباعث لآمال المرأة المصرية.

لقد سجلت المرأة المصرية على مر التاريخ مواقف تحسب لها منذ حصلت على حقها في التصويت عام 1956 لم تتوقف أو تتوان لحظة عن تلبيه نداء الوطن عندما شعرت بالخطر، وتكرر المشهد بصورة أدهشت الجميع فى جميع الانتخابات والتصويت على كافة الاستحقاقات السياسية بعد ثورة 30 يونيو، فكانت مشاركة الفتيات والنساء فى جميع الفئات العمرية وكبار السن والقعيدات على كرسى متحرك، لم يمنعهن مرضهن أو آلامهن من المشاركة فى أى حدث سياسى يؤثر فى مصير مصر، أصرت المرأة على النزول والمشاركة مصطحبه أطفالها فى بعض الأحيان لتعلمهم من صغرهم المشاركة معنى المواطنة والإيجابية فى التفاعل مع نداء الوطن.

لقد عكست السنوات الماضية وما شهدته من أحداث ما تتمتع به المرأة المصرية من إدراك ووعي عميق بالمخاطر التي تحدق بالوطن، وهو ما جعلها منتبهة لمساعي النيل من وحدة وتماسك الشعب المصري وفي صدارة المدافعين عن الوطن، فمنذ ثورة 25 يناير وحتى الأن لم تغب المرأة عن أي استحقاق انتخابي( ثمانية استحقاقات)، ولطالما كانت السباقة في الانتخابات، سواء البرلمانية أو الرئاسية ووضح هذا في انتخابات عام 2014التى تفوقت فيها نسبة مشاركة النساء مقارنة بالرجال، تلك المشاركة القوية كان لها العديد من الأسباب والدوافع، وفى مقدمتهم شعورها الدائم بالخطر، وحاجة الوطن إليها.
والمرأة دوما تهتم بأن يكون لها صوت كى تساعد أبنائها على أن يحققوا أحلامهم، فالمرأة لاتفضل الوقوف مكتوفة الأيدي، أو متفرجة، بسبب شعورها أن لديها دور وعليها أن تؤديه على أكمل وجه، بالإضافة إلى حرصها أن تتمتع بلادها بالأمن والاستقرار السياسي، ولتعطي أيضا أبنائها قدوة على ضرورة السعي إلى التغيير الإيجابي.
أصوات السيدات قادرة على تغيير وضع البلد"، انطلاقا من هذه المقولة نظم المجلس القومى للمرأة حملة ” صوتك لمصر بكرة ” لحث المواطنين للمشاركة بفاعلية فى الإنتخابات وتوعية السيدات بأهمية الادلاء بأصواتهن حيث أنهن الدرع والسند للوطن، نظرا لأهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية عامة والمشاركة الانتخابية بصفه خاصة.
هذا بجانب حملات طرق الأبواب بهدف توعية السيدات بأهمية الإدلاء بأصواتهن، وأهمية المشاركة في تنمية الوطن والمحافظة على مكتسباته التي تحققت في الفترة السابقة، وتتضمن الحملات نشر عدد من الرسائل ف أوساط النساء والفتيات بمدن وقرى مصر، تحت شعار: «انزلي وشاركي.. سمعي صوتك.. متقوليش صوتي مش فارق… دا صوتك مش لازم يفارق،.كوني إيجابية صوتك هيفرق في حياتك وحياة أولادك اللي جايه، شاركي ….. ارسمي طريق لأحلامك ….. ما هو صوتك هو مستقبل أيامك، مستقبل مصر في إيديكي، صوتك مستقبل أولادك، كملي المشوار، كوني القدوة لأولادك……صوتك النهاردا ليكي وبكره ليهم، المعركة مانتهتش … مصر محتاجلك، حكاية مصر أنت اللي بتكتبيها.
المشاركة السياسية للمرأة في الحياة العامة وصنع القرار، تعد واحدة من القضايا الأساسية خاصة وأن الدستور والقوانين المنظمة للعمل السياسي يؤكدان حق المرأة في التصويت والترشح، كما يؤكد الدستور على مساواة المرأة بالرجل في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية، وعدم وجود أي تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين، وأضافت التعديلات الجديدة المقترحة فى الدستور لتزيد من فرص تمكين المرأة سياسيا حيث لم يعد التمكين السياسى اضعف حلقات التمكين.
تخوض مصر اليوم معركة مصيرية لإعادة البناء على أسس جديدة من أجل حياة أفضل لجميع المصريين، حياة ترتقى لطموحات أبناء شعبها من خلال دستور متوافق عليه، ومن هنا تبرز أهمية النزول بكثافة إلى صناديق الاقتراع وتقديم صورة مشرفة أمام العالم كله فمصر أمانة فى يد أبنائها وبناتها.