الجمعة 26 أبريل 2024 08:59 مـ 17 شوال 1445هـ
شرق وغرب

في لافتة محرجة .. رئيس كوريا الجنوبية الجديد يلقن كيم يونج أون درسا في الأدب

البصمة

يعد رئيس كوريا الجنوبية الجديد إستراتيجية مختلفة تماما عن تلك المطبقة حاليا تجاه كوريا الشمالية، ذات القوة النووية، وصلت إلى حد التهديد بشن ضربة استباقية، وفق خبراء.

وخلال خمسة أعوام، اتبعت حكومة مون جاي-إن المسالمة سياسة الحوار مع بيونج يانج، حيث توسطت بين كيم جونج أون والرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، بينما كبحت ما كان يعتبره الشمال ”استفزازات“ مثل التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.

التاسع منذ بداية العام.. كوريا الشمالية تختبر صاروخا باليستيا جديدا كوريا الجنوبية تتحفظ على تقديم أسلحة فتاكة لأوكرانيا

وبالنسبة إلى يون سوك يول، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية، اليوم الخميس، أدى هذا النهج ”الذليل“ إلى فشل واضح.

وقال يون في منشور على ”فيسبوك“ قبل الانتخابات، إن الحكومة المنتهية ولايتها ”تطوعت للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، لكن في النهاية تم التخلي عنها من الطرفين“.

وأجرت بيونج يانج تسع عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية العام، منها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ومتوسطة المدى.

وبعد عملية الإطلاق، السبت الماضي، التي ادعت كوريا الشمالية أنه اختبار لمكّون ”قمر اصطناعي للاستطلاع“، واعتبرته سيول صاروخًا باليستيًا مقنعًا، قال يون (61 عامًا) إن كيم جونغ أون بحاجة لأن يضبط مجددا.

وقال: ”إذا سنحت لي الفرصة فسوف ألقنه درسا في التهذيب“.

وخلال الحملة الانتخابية، وصف كيم جونغ أون بأنه ”فتى وقح“، ووعد بأنه لدى توليه السلطة، سيحرص على أن يتخلى الزعيم الكوري الشمالي ”عن هذا السلوك“.

حتى أن المدعي العام السابق قال، إنه مستعد لتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية ”إذا لزم الأمر“، وهو خيار يعتبره الخبراء غير واقعي إلى حد كبير.

ومع ذلك، تعهد يون، الخميس، في أول تصريحات له كرئيس منتخب بـ“التعامل بصرامة مع الأعمال غير القانونية وغير المنطقية للشمال“.

وقالت سو كيم، من مؤسسة راند: ”في عهد يون سنرى على الأرجح جهودًا لبدء العلاقات بين الكوريتين من الصفر“.

نزع الترسانة النووية

وبدلاً من الحوار والمفاوضات، سينتهج يون نهجًا أكثر تشددًا بعد أن دعا إلى مزيد من التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة.

وأضافت سو: ”أقل ما يمكن قوله هو أن ذلك يبتعد عن الأولوية التي أعطتها إدارة مون للمفاوضات بين الكوريتين“.

ومن جانبه، يقول البروفيسور بارك وون غون، من جامعة ”اوها ويمنز يونيفرسيتي“ إن ”الحب من طرف واحد“ الذي أظهره مون سينتهي.

ويضيف ”سيرغب يون بالتأكيد في إدراج قضية نزع الترسانة النووية على جدول الأعمال“ مشيرًا إلى السياسة التي اعتمدتها الحكومات المحافظة السابقة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وتابع: ”من المحتمل جدًا أن ترفض كوريا الشمالية ذلك“.

واقترح الرئيس الجديد شراء المزيد من صواريخ ثاد الأمريكية لمواجهة بيونج يانج، رغم خطر التعرض لتدابير انتقامية اقتصادية جديدة من قبل الصين، الشريك التجاري الرئيس لسيول.

وقال يون في إعلان سياسي عام نشر في مجلة ”فورن أفيرز“ في فبراير: ”على سيول إعادة النظر أيضًا في علاقتها المعقدة مع بكين“.

والتقى الرئيس المنتهية ولايته، مون جاي إن، نظيره الكوري الشمالي أربع مرات، وتوسط في مفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن نالت تغطية إعلامية واسعة.

لكن المحادثات فشلت في العام 2019، وعلقت المساعي الدبلوماسية، في حين كثفت كوريا الشمالية تجارب الأسلحة، وهددت بالتخلي عن تعليق تجارب الصواريخ البعيدة المدى والأسلحة النووية.

ولم يستبعد الرئيس المستقبلي خيار الحوار مع بيونغ يانغ، لكن الخبراء يعتقدون أن مواقفها العدائية تقلل إلى حد كبير من إمكانية إجراء حوار جوهري.

ويقول هونج مين، الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية، إن بيونغ يانغ ستعتبر أن ”لا فائدة“ من مفاوضات مع حكومة كوريا الجنوبية المتشددة.

وأضاف هونج أن التوترات الشديدة المستمرة في شبه الجزيرة الكورية ستصب في مصلحة بيونغ يانغ من خلال السماح لها بالحفاظ على الزخم في برنامج التحديث العسكري الذي يطبقه كيم جونغ أون.وتابع ”كوريا الشمالية ستسرع من وتيرة تطويرها النووي وصواريخها، وستستخدم مواقف حكومة كوريا الجنوبية العدائية لتبرير أفعالها“.

كوريا الشمالية كوريا الجنوبية كيم يونج اون الصين روسيا