الجمعة 19 أبريل 2024 01:25 صـ 9 شوال 1445هـ
علوم واكتشافات

اكتشاف نجم عمره أكبر من الكون.. يضع نظرية الانفجار العظيم في مأزق

نظرية الانفجار العظيم
نظرية الانفجار العظيم

استنادا لنظرية الإنفجار العظيم الشهيرة حول نشأة الكون، وُلد العالم الذي نعيش فيه منذ حوالي 13.8 مليار سنة، كنتيجةً لانفجار كبير حدث في الفضاء، إذ تفترض النظرية التي اقترحها الفيزيائي البلجيكي جورج ليمايتري، لأول مرة في عام 1927، أنّ الكون قد بدأ بنقطة الكثافة اللانهائية وانفجر نتيجة الحرارة التي يصعب استيعابها، ليكون بشكله الحالي، لكن ماذا لو كانت أكذوبة؟.

ووفقاً لصحيفة «إكسبريس» البريطانية، اكتشف فريق من الباحثين البريطانيين نجمًا يقدر عمره بـ 14.5 مليار سنة، أي أقدم من عمر الكون بحوالي 700 مليون سنة، ويقع النجم المعروف باسم "نجم ميثوسيلا"، والذي يسمى علميًا "HD 140283"، على بعد حوالي 200 سنة ضوئية من الأرض.

وأظهرت تحليلات العلماء للنجم المكتشف أنه يحتوي على كمية قليلة جدًا من الحديد، مما يشير إلى أنه تشكل خلال فترة لم يكن فيها العنصر الحديدي وفيرًا، أي قبل نشأة الكون، وهو ما يؤدي بدوره لتكذيب نظرية الانفجار العظيم.

وبعد اكتشاف النجم، اجتمع العلماء والباحثون في مؤتمر عُقد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في يوليو الماضي، في محاولة لحل اللغز، الذي يكذب نظرية الإنفجار العظيم، مشيرين أن هذا الإكتشاف قد يؤدي إلى "ثورة علمية".

وقال الفيزيائي البريطاني روبرت ماثيوز لمجلة "ذا ناشيونال" الإعلامية التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها: "إنه لغز ذو أبعاد كونية، كيف يمكن للكون أن يحتوي على نجوم أقدم من نفسه؟".

وأضاف العالم الفيزيائي: "انه لغز كبير يواجهه علماء الفلك، حيث يصعب عليهم تحديد عمر الكون، بعد اكتشاف النجم، ولكن حله قد يؤدي إلى ثورة علمية".

وتابع ماثيوز: "يستند علماء الفلك إلى أنه يحتوي على كمية قليلة جدًا من الحديد، مما يعني أنه يجب أن يكون قد تشكل قبل أن يصبح هذا العنصر شائعًا في الكون".

وقدم الدكتور ماثيوز بعض التفسيرات المنطقية لهذا التناقض الصارخ، بين عمر النجم وعمر الكون، أولها أن يكون عمر الكون المفترض غير صحيح، وذلك بالرجوع إلى نقطة انطلاق ظاهرة الانفجار العظيم عندما قام العلماء بقياس معدل توسع الكون، من خلال تطبيق معادلاتهم الرياضية لتتبع كل شيء من البداية.

وأشار إلى أن تلك المعادلات كانت في زمن يفتقر للتكنولوجيا الموجودة الأن، فبعد أن أصبحت الأدوات العلمية أكثر تطورا ودقة، فإنه يجب قياس التوسع مرة أخرى لاستنتاج عمر الكون بدقة أكبر.

أما التفسير الآخر المحتمل لهذا التناقض، فقد أرجعه الدكتور ماثيوز لـ "الطاقة المظلمة" -المادة الغامضة المضادة للجاذبية- وهى أحد الأشكال الافتراضية للطاقة التي تملأ الفضاء، والتي تملك ضغطاً سالبا، حيث يعتقد علماء الفلك أنها لعبت دورًا مهمًا في الانفجار العظيم، على الرغم من أنهم ما زالوا لا يعرفون من أين أتت".

وتابع الدكتور ماثيوز: "قبل أيام من اجتماع شهر يوليو الماضي، نشرت صحيفة «ناشونا استرونومي» تقديراً لمعدل التوسع الكوني، بناءً على تحليل موجات الجاذبية والطاقة المظلمة في عام 2017، ولكن لسوء الحظ ، لا يزال الأمر صعبًا لحل لغز نجم الميثوسيلا أو لغز العقدين الكونيين".

وينهي العالم الفيزيائي كلامه قائلا: "لكن مع وجود علم فلك رائد في المأزق الحالي، الذي يوصف بأنه أزمة علمية، فقد حان الوقت للتفكير في إعادة البحث حول نشأة الكون ونجم الميثوسيلا".

تكنولوجيا روبتات المسار الإلكتروني