الخميس 2 مايو 2024 04:33 مـ 23 شوال 1445هـ
صحة

وفاة250 ألف نسمة سنويا بسبب التغير المناخي بحلول 2030

الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة
الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة

خلال الاحتفال بيوم الصحة العربي تحت شعار «تأثير المناخ على الصحة»، وتكريم الفائزين بجائزة الطبيب العربي لعام 2023، اليوم الخميس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وفى كلمته، أعرب الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العربى عن سعادته بالتواجد في هذا الحدث الهام، والذي يتطرق إلى موضوعين بالغي الأهمية، أولهما هو لفت الأنظار نحو تأثير التغير المناخي على الصحة، وثانيهما هو الاحتفال بتكريم الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الجاري.

بدأ الوزير كلمته، بتقديم خالص الشكر لأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والسفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، على الدعوة الكريمة للمشاركة في الحدث المهم، مثمنا جهود مسؤولي الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب في حسن التنظيم والإعداد له ليظهر بهذا الشكل المشرف.

وأوضح الوزير في كلمته أنّه بات جليا سواء على المستوى الإقليمي العربي أو على المستوى العالمي، التأثير بالغ الخطورة للتغير المناخي على جميع مناحي الحياة، ومنها التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات، حيث تم بذل جهودا كبيرة خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، ما أدي بدوره إلى عرقلة الجهود الوطنية والدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير، مشيرا إلى أنّ التغير المناخي ساهم بطريقة أو بأخرى في تفشي عدد من الأمراض الوبائية مثل وباء كوفيد 19 أو قد يتسبب في بعض الأوبئة المستقبلية والتي تمثل تهديدا مباشرا لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.

ولفت الوزير في كلمته، إلى أنّه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030 فيما يقدر بـ250 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.

وتابع أن التأثير الخطير للتغير المناخي يؤتي بثماره على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.

وشدد الوزير على ضرورة الانتباه إلى أنّ تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية فحسب، بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدى الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم، ما يمثل تهديدا خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الاجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.

وتابع أنّ مصر من أوائل الدول التي تنبهت إلى التأثير السلبي للتغير المناخى على نظم الرعاية الصحية، وهذا ما ظهر جليا خلال الجهود الملحوظة للتنسيق لجميع قضايا الصحة والمناخ لكافة الأطراف المشاركة في فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ العالمية التي ترأستها مصر خلال العام الماضي، والتي كان أبرز ثمارها المشاركة في تحالف العمل بشأن الصحة والمناخ ATACH بمشاركة الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي يعد آلية للجمع بين الدول والشركاء التقنيين وجهات التمويل لدعم تنفيذ الالتزامات الصحية المشتركة لمواجهة التغيرات المناخية، حيث كُللت جهود العمل من خلال هذا التحالف بإطلاق مبادرة I –CAN، لدعم السياسات المتعلقة بالمناخ والتغذية، فضلا عن افتتاح مستشفى شرم الشيخ الدولي خلال فعاليات تلك القمة وتقديمها كنموذج لأول تجربة لمستشفى خضراء صديقة للبيئة في مصر بعد نجاحها في الحصول على الإعتراف الدولي من شبكة المستشفيات العالمية الخضراء.

ودعا الوزير في كلمته، الدول إلى بذل الجهود المشتركة لمواجهة الانبعاثات الكربونية والاستمرار في رأب جهود الدول النامية سواء بدعم النظم الصحية أو تقديم الدعم المباشر لإزالة الآثار السلبية الناجمة عن التغير المناخي، مؤكدا الحرص على المشاركة واستكمال ودعم الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة العام الجاري.

وذكر الوزير أنّه على الصعيد الوطني، جرى إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، لافتا إلى أنّ المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية والذي تجرى فعالياته حاليا على أرض جمهورية مصر العربية، يتخلله عدد من الجلسات الحوارية والنقاشية حول تأثير التغير المناخي على قضايا الصحة والسكان وانعكاساتها على جهود التنمية، حيث تدور تلك الجلسات حول عدة قضايا مثل الجهود المبذولة نحو بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة وقادرة على الصمود في وجه التغير المناخي، وكذلك النقاش بشأن المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف الصحي.

وأكد الوزير خلال كلمته، استمرار التعاون والدعم لإنجاح القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، وأنّ تخصيص يوم للاحتفال بيوم الصحة العربي هو بادرة أمل لتعزيز الجهود المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية، لتنعكس بالتالي على حياة المواطنين صحيا واجتماعيا.

وثمّن الوزير اختيار مجلس وزراء الصحة العرب أن يكون محور الدورة القادمة للمجلس هو «مقاربة الصحة الواحدة»، والذي تقدمت به المملكة المغربية الشقيقة، حيث يعد إدراكا من المجلس بأهمية تسليط الضوء على قضايا الصحة والمناخ، فضلا عن قرار مجلس وزراء الصحة العرب بشأن الإعداد لاستضافة المملكة المغربية للمنتدي الوزاري الأول للصحة والبيئة المقرر خلال النصف الثاني من العام الجاري تحت عنوان «التصدي للمخاطر البيئية وتأثيراتها الصحية في المنطقة العربية»، إضافة للمتابعة الدقيقة للأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العربية لتقارير الدول الأعضاء بشأن التقدم المحرز للاستراتيجية العربية للصحة والبيئة ودليل عملها وتعميم تلك التقارير على الدول الأعضاء للاستفادة والاسترشاد بها.

وتقدم الوزير بخالص التحية والتقدير للأطباء الفائزين بجائزة الطبيب العربي للعام الحالي، متمنيا لهم دوام النجاح والتوفيق في رسالتهم الإنسانية السامية، كما كرّم الطبيب المصري الدكتور أحمد عبد الرحمن شقير، أستاذ أمراض الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، الفائز بالمركز الأول، والدكتور نجيب بن أحمد، رئيس قسم طب الشغل بمستشفى فرحات حشاد، بالجمهورية التونسية الشقيقة، والفائز بالمركز الثاني، والدكتورة أفلين حتي، مديرة المركز الطبي في الجامعة الأمريكية بالجمهورية اللبنانية الشقيقة، والفائزة بالمركز الثالث، مؤكدا أنّهم كانوا قدر المسؤولية حيث بذلوا كل الجهد الإنساني والطبي لخدمة مواطني دولهم، وكان لزاما على مجلس وزراء الصحة العرب أن يقابل هذا الجهد العظيم بالتكريم الذي يستحقونه عن جدارة واقتدار، فهم فخر لكل الدول العربية وللأنظمة الصحية العريقة التي تثبت أنّ لديها من الكوادر العلمية والطبية ما يؤهلها لأن تصبح في مصاف الأنظمة الصحية المتقدمة، داعيا الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب إلى تعميم السير الذاتية للأطباء الفائزين على الدول العربية الأعضاء ليسترشد بها شباب المنظومة الصحية العربية في مسيرتهم العلمية والعملية، وليكونوا خير مثال لهم في عطائهم وجهودهم.

وفي ختام كلمته، أكد الوزير ضرورة تضافر الجهود العربية المشتركة في تعزيز ودعم التعاون الصحي والاجتماعي بما يحقق الرفاه الصحي لمواطني الدول العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية؛ وتحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي لا يتوانى عن دعم عمل مجلس وزراء الصحة العرب والأجهزة المنبثقة عنه، لاتخاذ ما يلزم من قرارات وتوصيات تصب في صالح الجمع العربي، موجّها خالص الشكر إلى السفيرة هيفاء أبو غزالة، التي لا تدخر جهدا في سبيل إنجاح العمل العربي الصحي المشترك، وإنجاح أعمال مجلس وزراء الصحة العرب ليحقق أهدافه ومقاصده كأحد الأذرع الفعالة لجامعة الدول العربية.

حضر الاحتفال المستشار ميساء هدمي المشرف على إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية بجامعة الدول العربية والسفيرة مريم الكعبي سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مصر.

وعلى هامش الاحتفال بيوم الصحة العربي، عقدت جلستي عمل، الأولى بعنوان «تأثير المناخ على أنظمة الرعاية الصحية» والثانية بعنوان «قطاع الرعاية الصحية في ظل تغير المناخ: بناء الاستدامة والصمود».

الصحة العرب جامعة الدول العربية وزارة الصحة