السبت 20 أبريل 2024 09:05 صـ 11 شوال 1445هـ
تحقيقات

لماذا يتجاهل ترامب ألمانيا؟

ترامب وميركل
ترامب وميركل

في الوقت الذي يشارك فيه ترامب في اجتماعات مجموعة السبع في فرنسا يتبعها بزيارة لبولندا لاحقاً، يتساءل الكثيرون عن سبب عدم مقابلته مع أنغيلا ميركل في برلين. يقول الخبراء إن هذا التجاهل هو جزء من استراتيجية أوسع.

علاقات يشوبها البرود بين ألمانيا والولايات المتحدة
يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا بجولة في أوروبا، يستهلها بالمشاركة في قمة مجموعة السبع في فرنسا، ومن المقرر أن يعود مرة أخرى إلى القارة الأوروبية في نهاية الشهر في رحلة إلى بولندا للاحتفال بالذكرى الثمانين لبدء الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من أن ميركل ستكون بالقرب من ترامب، إلا أن الرئيس الأمريكي لم يبد رغبة في لقائها سواء في هذه الرحلة أو في المستقبل القريب.

وخلال مدة رئاسته التي تعدت العامين، التقى ترامب مع ميركل في ألمانيا مرة واحدة - لحضور قمة مجموعة العشرين لعام 2017 في هامبورغ - ولم يتم استقباله ضيفًا في برلين مطلقاً.

ما المشكلة؟

قائمة طويلة من القضايا العالقة بين الجانبين، من حجم الإنفاق الدفاعي لألمانيا، إلى موقفها من إيران، ودعمها لخط أنابيب نورد ستريم 2 مع روسيا، ومقاومة ميركل لمحاولات منع الصين من المشاركة في مشروعات البنية التحتية الكبرى. هناك الكثير من القضايا التي لا تتوافق فيها ألمانيا والولايات المتحدة.

وإلى جانب التوترات السياسية، لا يُعرف بوجود كيمياء جيدة بين ترامب وميركل، خاصة عندما يلتقيان بشكل شخصي. فخلال الاحتفالات بذكرى يوم النصر في الحرب العالمية الثانية، صيف هذا العام، لم يمد ترامب يده لمصافحة ميركل.

جوزيف برامل، الخبير الأمريكي في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية، قال في تصريحات لـ DW: "إن تجاهل ألمانيا وإلغاء ترامب لرحلة كانت مقررة إلى الدنمارك في سبتمبر بسبب رفض الأخيرة بيعه غرينلاند هما نموذجان لأسلوبه القيادي في التعامل".

أضاف برامل: "ترامب يرى نفسه القائد، يحدد أهدافًا واضحة ومطالب ومكافآت أو يمنح مرؤوسيه مزايا أو يعاقبهم إذا ما فشلوا في تلبية متطلباته"، وتابع: "لهذا السبب تتم معاقبة ألمانيا والدنمارك بالإهمال. وعلى الجانب الآخر فقد تمكنت بولندا من نيل رضا ترامب واستحسانه بتقديمها تنازلات مادية في الوقت الحالي".

"بولندا.. تأثير ونفوذ أكبر من ألمانيا"

وفي الوقت الذي ضعف فيه نفوذ برلين في واشنطن، فقد شهدت وارسو تحسناً ملحوظاً في محيطها عبر الأطلسي منذ تولي ترامب منصبه.

وقال نيل غاردينر من مؤسسة هيريتدج للدراسات بواشنطن لمحطة إي آر دي الألمانية العامة إن "بولندا تتمتع بتأثير أكبر من ألمانيا"، مضيفاً أنه قد يصف بولندا باعتبارها "الشريك الثاني الأكثر أهمية [للولايات المتحدة] بعد بريطانيا".

لكن برامل، والذي يدير كذلك مدونة التحليل السياسي "USA Experte"، حذر من أن بولندا وغيرها يجب أن تشعر بالقلق من العلاقات الدبلوماسية التي تم تعزيزها مؤخراً.

وقال لـ DW: "يجب ألا ينخدع أصدقاء ترامب الحاليين في أوروبا الشرقية. فإن عاجلاً أم آجلاً سيكون من الضروري أن يسعى الخبراء الجيو-استراتيجيون الأمريكيون إلى تسوية الخلافات بشأن المصالح مع روسيا من أجل كبح الأنشطة الصينية الضخمة".

إن التعامل مع القاطرة الاقتصادية لأوروبا بشكل فيه تعالٍ مع إيلاء اهتمام خاص بالبلدان التي اشتبكت مع بروكسل يخدم غرضًا إستراتيجيًا أكبر، وهو توسيع الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي.

وقال جاكوب كيركيغارد، الزميل البارز في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ومقره الولايات المتحدة لـ ARD: "تبدو رحلة ترامب في أوروبا كمحاولة واضحة لشق صف الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد أوضحته إدارته بالفعل. هذا ما يعتقدونه. إنهم معارضون للتعددية".

بيتر باير، منسق العلاقات الألمانية عبر الأطلسي، قال لصحيفة "سودويست برس" إنه على الرغم من أن الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة لا يزال يمثل أولوية كبرى، إلا أن وجهة نظر واشنطن بشأن الاتحاد الأوروبي تهدد الوحدة الهشة للكتلة.

وكان ترامب قد أيد مرارًا وتكرارًا خروج بريطانيا المتعنت من الاتحاد الأوروبي كما دعم رئيس الوزراء البريطاني الحالي بوريس جونسون، بينما هدد السفير الأمريكي لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل مؤخرًا بأن بلاده قد تسحب قواتها من ألمانيا لتستقر بدلاً من ذلك في بولندا.

وقال باير: "لقد حاولت حكومة ترامب منذ البداية دق إسفين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هذا أمر علينا أن نأخذه على محمل الجد." 

ترامب الروسي مستحيل