الخميس 25 أبريل 2024 12:01 صـ 15 شوال 1445هـ
علوم واكتشافات

سفينة تبدأ رحلة مذهلة لتثبت أن الفينيقيين اكتشفوا أميركا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عرف بحار بريطاني متقاعد، بإصراره منذ سنين طويلة، على أن الفينيقيين المتعصب لهم والمسحور كما يبدو بتاريخهم "وصلوا إلى القارة الأميركية قبل كريستوفر كولومبوس بأكثر من 2000 عام"، فقام بين عامي 2007 إلى 2008 ببناء سفينة من خشب الأرز في جزيرة "أرواد" القريبة من مدينة طرطوس السورية.

وبلغ وزن السفينة 50 طناً، وطولها 21.5 متر، هي نسخة عما كان يبنيه الفينيقيون من سفن، وأبحر بها الأربعاء الماضي من تونس في رحلة مذهلة لعبور المحيط الأطلسي، والوصول في كانون الأول/ديسمبر المقبل إلى البر الأميركي، بعد أن تقطع السفينة التي سماها Phoenicia أكثر من 7400 كيلومتر، في محاولة يعزز بها نظريته، وملخصها أن "شعب الملاحة البحرية القديمة، هو أول من وطأت قدماه أرض العالم الجديد" كما يقول.

"حانون القرطاجي"

وسبق للكاتب والمغامر والبحار والمصرفي السابق Philip Beale البالغ من العمر 59 سنة، أن قام في 2008 برحلة على متن "فينيسيا" استمرت عامين، قلد بها مغامرة بحرية تاريخية، قام بها "حانون القرطاجي" المعروف بحسب ما طالعت "العربية.نت" في سيرته المتوافرة على الإنترنت، أنه كان ملك قرطاج، وقائداً عسكرياً وبحاراً مستكشفاً.

وحكم "حانون القرطاجي" بين 480 إلى 440 قبل الميلاد، وقاد رحلة استكشافية بحرية عام 465 ق.م، فتوجه من تونس إلى "خليج غينيا" لتأسيس مستوطنات ساحلية جديدة، بهدف توسيع مجال التجارة البحرية الفينيقية القرطاجية، وهي رحلة منقوشة تفاصيلها على صفائح تم تعليقها في "معبد ملكارت" وتحدث عنها عالم الرياضيات اليوناني فيثاغوراس "الذي كان بين الحاضرين والمستمعين لخطاب ألقاه ملك قرطاج بعد عودته" من الرحلة التي دار فيها حول القارة الإفريقية.


وما يؤكد قيام "حانون" بتلك الرحلة أيضاً، هو اكتشاف آثار سفينة فينيقية على الساحل الشرقي الإفريقي، كدليل عن عبورها مضيق جبل طارق في طريقها إلى رأس الرجاء الصالح بأقصى جنوب القارة السمراء. كما أن المؤرخ الإغريقي هيرودوت، كتب عن تنظيم الفينيقيين عام 600 قبل الميلاد رحلة بسفن عدة حول سواحل القارة، وقال قبل 500 عام من الميلاد إن الفينيقيين "كانوا يأتون بالذهب من شرقي إفريقيا إلى مصر، والتوابل من اليمن لبيعها في أوروبا".

كما كتب الرحالة والمؤرخ والعالم الجغرافي اليوناني "سترابو" عن الفينيقيين وسماهم "أسياد البحار" وأنهم بنوا مستعمرات تجارية بحرية في إفريقيا، لذلك يستغرب البحار البريطاني "إخراج الفينيقيين من التاريخ" وعدم الاكتراث لإمكانية أن يكونوا هم الواصلون الأوائل إلى أميركا "فقد قدموا زيت الزيتون والنبيذ إلى أوروبا (واسم أوروبا نفسه اشتق منهم) وصنعوا صبغة اللون الأرجواني للقماش، على حد ما نقلت عنه صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد.


السفينة الفينيقية تتوه وتصل للكاريبي

ويتكون طاقم السفينة "فينيسيا" المتوجهة الآن نحو أميركا، من 12 شخصاً، أصغرهم عمره 21 والأكبر 76 سنة، منهم 3 بريطانيين وقبطان نرويجي، إضافة إلى 3 من أتباع ديانة المورمون، إلا أن البحار "فيليب بييل" يعترف بوجود مخاطر في الرحلة التي نرى فيديو عنها تعرضه "العربية.نت"، قد تؤدي إلى فشلها، مع ذلك قال: "لدينا سجل حافل من النجاح، والتحدي الأكبر سيكون الحفاظ على السفينة" البالغة مساحتها 90 متراً مربعاً، واستمد البحار البريطاني تصميمها من حطام سفينة فينيقية عثروا عليه قرب سواحل مدينة مارسيليا بالجنوب الفرنسي.

أما من الجانب التونسي، فتطرق وزير النقل هشام بن أحمد، للرحلة والسفينة معاً، وقال في ما نقلته عنه وسائل إعلام محلية، إن السفينة فينيسيا، المحتوية على 20 مجدافاً "كانت حلماً جميلاً وأصبح الآن واقعاً جميلاً". وعبر عن سعادته لانطلاق الرحلة من تونس، الأرض التي جاءتها الأميرة الفينيقية إليسّار" من مدينة صور في الجنوب اللبناني، ويسميها التونسيون "عليسة" وبنت فيها مدينة "قرطاجة" عام 814 قبل الميلاد، وسمتها "قَرْت حَدَشْت" أي القرية أو المدينة الحديثة، جاعلة من "ملكارت" معبوداً وثنياً لشعبها.

وفي "قرطاج" الحالية، نظموا الأسبوع الماضي حفلا لبدء رحلة السفينة إلى القارة الأميركية، وفيه تحدث جمال الباروني، رئيس "الجمعية التونسية لضباط البحرية التجارية" عن ضرورة وأهمية إثبات أن القرطاجيين هم أول من اكتشف القارة الأميركية قبل أن يأتي بعد 2000 عام الرحالة الإيطالي كريستوفر كولومبوس، ويقوم في 1492 باكتشافها.

ونال كولومبوس نصيب الأسد من مجد قد لا يكون له وحده، في ما لو تم التأكد بوجود دور للفينيقيين بالوصول اليها، ولو بالصدفة، لأن عدداً من المؤرخين في القرن العشرين، ومعظمهم من أميركا اللاتينية، يميلون إلى الاعتقاد بأن إحدى السفن المبحرة في الأطلسي إلى إفريقيا، تاهت ووصلت إلى بحر الكاريبي وكان عليها 12 رجلاً و3 نساء.

أمريكا ماليزيا الأموال الفضيحة