الخميس 18 أبريل 2024 02:19 صـ 9 شوال 1445هـ
اقتصاد

لماذا تراجعت أسعار الحديد بشكل كبير في مصر؟

أسعار الحديد
أسعار الحديد

خفضت شركات الحديد أسعارها بشكل ملحوظ منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما أرجعه تجار ومصنعون تحدث إليهم مصراوي، لعدة أسباب داخلية وخارجية.

وخفضت 7 شركات وعلى رأسها حديد عز والجارحي أسعار الحديد اليوم الأربعاء، بقيمة تتراوح بين 200 و 400 جنيه للطن، في ثاني تخفيض في أقل من أسبوعين.

وخفضت شركة حديد عز أسعار البيع تسليم أرض المصنع، أمس، إلى 10900 جنيه لحديد الأطوال مقابل 11290 جنيها للطن في مطلع الشهر الجاري.

وسجل سعر الحديد في شركة الجارحي، 10500 جنيه، وبشاي 10800 جنيه، والمراكبي 10400 جنيه، والسويس 10850 جنيه للطن.

وقال محمد حنفي، رئيس غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، لمصراوي، إن تراجع أسعار الحديد يرتبط بسببين رئيسيين، أولهما تراجع أسعار مدخلات الإنتاج من الخامات والبيلت العالمي، وتراجع الطلب بشكل حاد في السوق مع زيادة حالة ركود المبيعات.

ولا يرى حنفي، تأثيرا كبيرا لقرار الحكومة بتخفيض أسعار الغاز للمصانع على تخفيض أسعار الحديد للمستهلكين.

وكان مجلس الوزراء وافق، يوم الخميس الماضي، على خفض سعر الغاز لصناعات الحديد والصلب، والألومنيوم، والنحاس، والسيراميك والبورسلين إلى 5.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بدلا من 7 دولارات.

ويرى مجدي فهمي، مسؤول بأحد شركات إنتاج الحديد، أن هناك عوامل خارجية وعوامل داخلية تؤثر في أسعار الحديد محليًا.

وقال إن العوامل الخارجية هي انخفاض أسعار الخام والبيلت والخردة وهذه تتأثر بها كثيرًا شركات الدرفلة التي تعتمد في إنتاجها على استيراد البيلت، أما العوامل الداخلية فهي أسعار الغاز والتي تتأثر بها الشركات الكبيرة صاحبة المصانع المتكاملة التي تعتمد على الغاز كمدخل إنتاج في عملية الـ DRI

وشركات الدرفلة هي التي تنتج حديد التسليح من البليت المستورد، أما المصانع المتكاملة مثل حديد عز وبشاي والسويس للصلب، فهي تنتج البليت بنفسها، من خام الحديد المستورد أو الخردة، عبر أفران ضخمة، تستهلك كميات كبيرة من الغاز كوقود وكمكون في الإنتاج.

وقال مصدر مسؤول في حديد عز إن الشركة خفضت أسعارها بعد خفض سعر الغاز للمصانع، وانخفاض أسعار الخامات حيث تعتمد الشركة على الغاز كمدخل أساسي في عملية الإنتاج وليس فقط مصدرا للطاقة.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن قرار تخفيض الغاز يطبق بشكل آلي على أسعار التوريدات، وبالتالي ينعكس الانخفاض في التكلفة على عملية الإنتاج، وهذا يسهل إمكانية تخفيض أسعار المنتج.

"انخفض سعر الطن نحو ألف جنيه خلال شهر، بسبب انخفاض أسعار الغاز، لأنه يقلل تكلفة الإنتاج.. حيث يستهلك الطن الواحد نحو 60 إلى 70 دولارًا غاز.. لذلك التراجع فيه يكون له أثر ملحوظ على سعر الحديد" بحسب المصدر.

وأضاف "نحن في حديد عز نحدد الأسعار وفقا لسعر الغاز الذي تحدده الحكومة وسعر الخام العالمي، لا نستخدم البيلت.. وأي انخفاض أو ارتفاع في هذين العاملين يؤثر على أسعارنا".

ولكن مجدي فهمي، أشار إلى أن انخفاض الطلب وتصارع المنتجين على "كعكة" السوق الصغيرة لبيع منتجاتهم والفائض لديهم، يعد أبرز العوامل المسببة للتراجع "غير المبرر" أحيانا في الأسعار.

وهو ما اتفق معه محمد حنفي رئيس غرفة الصناعات المعدنية، بأن خفض الأسعار يتأثر أيضًا بتراجع الطلب، ورغبة الشركات في بيع إنتاجها.

وقال حنفي، إن تقليل أسعار الحديد لا تعد دافعا كافيا لتحريك الطلب على الحديد في الأسواق.

"استمرار تراجع الأسعار وانخفاض سعر الطن من 13 ألف جنيه إلى 10 آلاف، يعني أن الطلب مازال ضعيفا وحالة الركود مستمرة" بحسب حنفي.

وأشار إلى أن الطلب يتأثر بعدد من العوامل، بخلاف الأسعار، وبينها زيادة تكلفة التراخيص والأراضي، وتراجع الفرص الاستثمارية على الوحدات السكنية، وانخفاض عدد المستثمرين في العقارات بهدف "التسقيع" مع تراجع القوى الشرائية والسيولة، ، وأن من يشتري العقارات حاليا في الأغلب يكون لاستخدامها وليس الاستثمار.

الحديد الطن العشري الجنيه