السبت 20 أبريل 2024 04:07 مـ 11 شوال 1445هـ
شرق وغرب

نتنياهو يتعهد بضم الأغوار ومستوطنات الضفة بعد تصدره انتخابات «الكنيست»

البصمة

نتائج أولية: الليكود يحصد 36 مقعدًا مقابل 32 لـ«أزرق أبيض».. و«القائمة المشتركة» تفوز بـ15مقعدا.. و«جيروزاليم بوست»: تصويت الناخبين العرب الأعلى منذ 20 عاما
ــ ليبرمان: لن ننضم لأى حكومة ائتلافية يتزعمها نتنياهو.. وعريقات: الاستيطان والضم فازا فى الانتخابات الإسرائيلية
تعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، بعدما أظهرت المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلى تقدمه على منافسه منافسه زعيم حزب «أزرق أبيض» الوسطى بينى جانتس، ما جعله فى موقع قوى يتيح له تشكيل الحكومة المقبلة.
وكانت الانتخابات هى الثالثة التى تجرى فى إسرائيل فى غضون أقل من عام. وتمت الدعوة إليها بعدما دخلت إسرائيل حالة من الجمود السياسى عقب انتخابات لم تكن نتائجها حاسمة جرت فى إبريل وسبتمبر العام الماضى.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية، صباح أمس، أنها استكملت فرز جميع الأصوات، لكنها تجرى عمليات تثبت من بعض الإجراءات. وأظهرت الاستطلاعات التى أجرتها ثلاث شبكات عقب إدلاء الناخبين بأصواتهم أن حزب الليكود اليمينى بزعامة نتنياهو حصل على ما بين 36 و37 مقعدا فى الكنيست الذى يضم 120 مقعدا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وستكون هذه النتائج إذا ما صحت الأفضل التى يحققها الليكود على الإطلاق فى عهد نتنياهو، الذى شغل منصب رئيس الوزراء أول مرة من العام 1996 حتى 1999 وبدأت ولايته الحالية سنة 2009.
وأشارت التقديرات إلى أن 59 مقعدا ستكون من نصيب الليكود وحلفائه اليمينيين بما فى ذلك الأحزاب المتشددة، أى أقل بمقعدين من الأغلبية.
وتوقعت الاستطلاعات بأن يستحوذ منافس الليكود الأبرز حزب «أزرق أبيض» الوسطى على ما بين 32 و34 مقعدا.
وإذا ما أخذ بعين الاعتبار حلفاءه من اليسار الوسط، والتحالف الذى يضم فى الأساس «القائمة المشتركة» فسيحصل المعسكر المناهض لنتنياهو على ما بين 54 و55 مقعدا.
وبينما لا توجد ضمانات بأن يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومى، إلا أنه أشاد بنتائج الانتخابات التى رأى فيها «انتصارا كبيرا». وقال نتنياهو أمام حشد من أنصاره فى تل أبيب: «هذا أهم انتصار فى حياتى».
وأفاد الليكود بأن نتنياهو تحدّث إلى جميع قادة الأحزاب اليمينية و«اتفقوا على تشكيل حكومة وطنية قوية لإسرائيل فى أقرب وقت ممكن».
بدوره، أقر خصم نتنياهو الجنرال السابق ورئيس حزب «أزرق أبيض» بنى جانتس بـ«خيبة الأمل» من نتائج الانتخابات. لكنه شدد على أنه وبغض النظر عن النتيجة النهائية، فإنه لا يزال من المقرر أن يمثل نتنياهو أمام المحكمة فى 17 مارس بعد اتّهامه بالرشوة والاحتيال وخيانة الثقة. وقال جانتس: «خلال أسبوعين، سيكون فى المحكمة».
ومن المرجح أن يطلب الرئيس الإسرائيلى رءوفين ريفلين من نتنياهو تشكيل الحكومة المقبلة لكن لن يكون من السهل عليه ضمان 61 صوتا مؤيدا فى الكنيست. وتشى التوقعات بحصول حزب «إسرائيل بيتنا» القومى العلمانى الذى يتزعمه أفيجدور ليبرمان على 6 أو7 مقاعد.
ويعتبر دعم ليبرمان لحزب الليكود مهما وسيضمن له الحصول على تأييد 61 نائبا يمكنه من تشكيل الحكومة الثالثة والعشرين.
من جهته، قال ليبرمان: «نتائج هذه الانتخابات شبيهة بنتائج الانتخابات فى إبريل الماضى، ويبدو أن لكتلة نتنياهو 60 مقعدا، لكن لن نتزحزح مليمترا واحدا عن مبادئنا».
وشدد ليبرمان، الذى يعد سيد الموقف فى جهود تشكيل الحكومة، على أن حزبه لن يدخل أى ائتلاف حاكم يقوده نتنياهو، لكنه مستعد للانضمام إلى حكومة يقودها مرشح آخر عن حزب «الليكود».
وسيبدأ نتنياهو محادثات مع عدد من أحزاب ونواب المعارضة فى عملية قد تستغرق أسابيع.
فى غضون ذلك، أفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية بأن إقبال الناخبين العرب على التصويت فى الانتخابات التى جرت أمس الأول كان الأعلى منذ عام 1999، ومثل 67% من ناخبيهم.
وأضافت الصحيفة أن الإقبال الكبير قاد إلى توقعات بأن تحصل «القائمة العربية المشتركة»، التى تتألف من أحزاب عربية، على 14 – 15 مقعدا، بزيادة مقعد واحد على الأقل عن الـ 13 مقعدا التى حصلت عليها بعد الانتخابات التى جرت فى سبتمبر الماضى.
وأعرب أيمن عودة، رئيس القائمة العربية، عن سعادته بنتائج قائمته، إلا أنه أعرب عن استيائه من النتائج التى حصل عليها معسكر اليمين، مؤكدا أن القائمة ستعمل على منع نتنياهو من تشكيل الحكومة المقبلة.
إلى ذلك، تعهد نتنياهو بضم مناطق الأغوار ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
وجدد نتنياهو، خلال إلقائه خطاب النصر أمام أنصار حزب الليكود، تأكيده أنه سيعمل على مواصلة فتح علاقات مع دول عربية وإسلامية مهمة بالمنطقة، مشيدًا بالعلاقات التى نجح فى الوصول إليها خلال السنوات الأخيرة، بحسب وكالة «سما» الفلسطينية.
فى المقابل، اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الاستيطان والضم فازا فى انتخابات إسرائيل البرلمانية.
وقال عريقات فى بيان نشره عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «لقد فاز الاستيطان والضم والابرتايد (الفصل العنصرى)، نتنياهو قرر أن استمرار الاحتلال والصراع هو ما يجلب لإسرائيل التقدم والازدهار واختار أن يكرس أسس وركائز الصراع ودوامة العنف والتطرف والفوضى وإراقة الدماء وبذلك يفرض أن تعيش المنطقة وشعوبها بالسيف».
من جهتها، أكدت حركة «حماس» الفلسطينية أنها لا تعول على أى متغيرات داخل المجتمع الإسرائيلى.
وقال الناطق باسم الحركة فوزى برهوم، فى بيان، إن جميع أحزاب إسرائيل «نتاج مشروع صهيونى احتلالى يهدف إلى تثبيت أركان الكيان على حساب الحق الفلسطينى».