الجمعة 29 مارس 2024 08:00 صـ 19 رمضان 1445هـ
شرق وغرب

تصاعد الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين حول «الفيروس الصينى»

البصمة

على وقع تصاعد حدة الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين حول فيروس كورونا المستجد (كوفيدــ19)، قررت السلطات الصينية طرد صحفيين أمريكيين مقيمين على أراضيها، فى خطوة قالت إنها ردًا على التضييقات التى تمارسها واشنطن على عمل وسائل الإعلام الصينية الرسمية فى الولايات المتحدة.

وأمهلت السلطات الصينية المراسلين الأمريكيين فى الصين لصحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال حتى اليوم لتسليم بطاقاتهم الصحفية، ما يعنى فعليا طردهم.

وذكر «نادى المراسلين الأجانب فى الصين» فى بيان أن هذا الإجراء شمل 13 مراسلا على الأقل، معربا عن أسفه لأن صحفيين أصبحوا فى وضع «بيادق» فى المواجهة بين القوتين الكبيرتين. وتابع أن «الصحفيين يقومون بتنوير العالم الذى نعيش فيه، وبهذا الإجراء تفرض الصين التعتيم على نفسها»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكان ثلاثة مراسلين لصحيفة وول ستريت جورنال طردوا فى نهاية فبراير. لكن سلسلة العقوبات الجديدة تشكل بحجمها، الإجراء الأكثر صرامة الذى تتخذه السلطات الصينية ضد وسائل الإعلام الأجنبية.

وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن هذه الإجراءات هى رد على قرار واشنطن «الفاضح» بتخفيض كبير فى عدد الصينيين الذين يسمح لهم بالعمل لخمس وسائل إعلام لبكين فى الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو معترضا إن «الأمرين مختلفان»، مؤكدا أن إجراءات واشنطن تستهدف «أعضاء وسائل للدعاية الإعلامية الصينية»، داعيا الصين إلى «التراجع» عن قرارات الطرد التى «تمنع العالم من معرفة ما يحدث فعليا داخل البلاد».

ورأى عدد من المشرعين الأمريكيين وصحيفتى واشنطن بوست ونيويورك تايمز أن إعلان الصين «مؤسف خصوصا فى أوج أزمة صحية عالمية تبدو فيها المعلومات مهمة أكثر من أى وقت مضى». ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال من جهتها الإجراءات الصينية بأنها هجوم «غير مسبوق» على حرية الصحافة.

لكن، فى الوقت الذى يحاول فيه العالم تنسيق الجهود فى مواجهة الوباء العالمى، لا تكف القوتان العظميان عن تصعيد المواجهة بينهما.

فقد تبنى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب صيغة «الفيروس الصينى» ليصف فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أنه «جاء من الصين وأعتقد أنها صيغة دقيقة جدا».

وتدعو بكين إلى عدم توجيه أصابع الاتهام إليها بدون نتائج علمية حاسمة حول منشأ الفيروس الذى رصد للمرة الأولى فى ووهان فى ديسمبر الماضى.

وقد ذهب ناطق باسم الخارجية الصينية أبعد من ذلك الأسبوع الماضى عندما تحدث بدون أدلة عملية عن فرضية أن يكون الجيش الأمريكى أدخل العامل المسبب للمرض إلى بلده. ورد ترامب قائلا: «لا أقدر قول الصين إن جيشنا نقل لهم الفيروس. جيشنا لم ينقل الفيروس إلى أحد»، موضحا أنه يستخدم عبارة «فيروس صينى» ردا على هذه الاتهامات.