السبت 20 أبريل 2024 09:05 صـ 11 شوال 1445هـ
مصر الآن

فى مستشفيات العزل.. إكرام الميت تعقيمه

البصمة

يؤدى الأطباء والتمريض بمستشفى العزل فى أبو خليفة بالإسماعيلية واجبهم المهنى والإنسانى فى علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا وبث الطمأنينة فى نفوسهم، وبجانب هذا الواجب يتحملون تطوعا إجراءات غسل وتكفين المتوفين بسبب الإصابة، فى سبيل إكرامهم فى نهاية عمرهم بعد معاناتهم من الإصابة بالفيروس.
ورصدت «الشروق» الإجراءات التى تنفذ فى غسل وتكفين المتوفين جراء الإصابة بـ «كورونا» وطرق دفنهم؛ حيث يقول الدكتور محمد خالد، مدير العناية المركزة بالإسماعيلية وأحد كوادر مستشفى العزل بأبوخليفة: «شهدنا عدة حالات لغسل المتوفين والتى تنفذ بحذر شديد، فينقل الجثمان إلى ثلاجة المستشفى على ترولى قابل للتنظيف والتطهير ويرفع بالملاءة المحيطة به مع ارتداء بدلة العزل السميكة وقناع التنفس عالى الكفاءة وقفاز يغطى حتى الرسغ ونظارة واقية أو واقى الوجه وغطاء الرأس وحذاء بلاستيكى طويل الرقبة».
ويشير خالد إلى تطوع العديد من طاقم الأطباء والتمريض فى غسل متوفين على الطريقة الشرعية، حيث يدخل فقط عدد محدود لهم، مع الابتعاد عن الجثمان بمسافة أكثر من متر ونصف وتغطية أجزاء الجسم التى يخرج منها إفرازات بضمادات غير منفذة، وعقب انتهاء الغسل يخلع المشاركون الواقيات بطريقة صحيحة، ويغسلون الأيدى جيدا، كما يجرى تطهير أسطح العمل التى تلامست مع الجثمان، ثم تقام صلاة الجنازة بشكل عادى فى وجود أقل عدد ممكن داخل المستشفى.
وحول إجراءات نقل جثمان المتوفى يوضح خالد أنه يتم نقل الجثة بعد الغسل وتكفينها بالصورة المعتادة ثم وضعها داخل كيس غير منفذ للسوائل، وتوضع عليه علامة خطر الإصابة بالعدوى، ويوضع الجثمان داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، لا يفتح إلا بالمدفن وينقل لسيارة مخصصة بها أقل عدد من الأفراد، مرتدين الواقيات المناسبة وماسك تنفسى وقفاز.
ويلفت إلى عدم فتح الصندوق أثناء الصلاة على المتوفى، حيث يوجد أقل عدد عند دخول المدفن، وفى حالة حضور أهل المتوفى يسمح بأقل عدد ممكن، وتطبق عليهم جميع إجراءات التعقيم.
الأمر نفسه أكد عليه الدكتور على حطب، مدير مستشفى أبوخليفة، قائلا «إن جميع المتوفين يجرى غسلهم وتكفينهم على السنة، باستخدام الواقيات اللازمة لمنع انتشار العدوى، وتقام صلاة الجنازة عليهم بالمستشفى والدفن فى المقابر التى تخصصها العائلات، مع اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية».
ويرى أن واجبهم الإنسانى لا ينفصل عن واجبهم المهنى، وقال: «كنت أتمنى أن أخدم بلدى بالمشاركة فى الحرب أو الأوقات الصعبة التى تمر بها مصر، حتى جاءت اللحظة التى انتظرتها طويلا بالمشاركة فى تلك المهمة دون خوف أو تردد»، داعيا المواطنين بضرورة الالتزام بعدم الخروج من المنزل حماية لأنفسهم والحفاظ على صحتهم من خطر انتقال العدوى.
من جانبها تقول الحاجة شيرين، إحدى المغسلات المتطوعات بالإسماعيلية، إنه فى حالة طلبها لغسل متوفية بكورونا لن تتردد فى الموافقة، مع توفير جميع الإجراءات الوقائية لها وأدوات التعقيم والملابس العازلة.
وتضيف أن أبناءها يشعرون بالقلق عليها فى حالات الغسل العادية خوفا من انتقال الأمراض المعدية لها، ولكنها تقدم هذه الخدمة تطوعا لله منذ 10 أعوام، وترتدى القفازات ووسائل الحماية اللازمة، ولا تتوانى عن ذلك سواء الغسل فى المنزل أو المستشفيات.
وكانت وزارة الصحة من جانبها شرحت خلاله طريقة وإجراءات التعامل مع حالات الوفاة بمرض فيروس كورونا المستجد، فى منشور عممته إدراة الشئون الوقائية إلى المديريات على مستوى الجمهورية.