الخميس 25 أبريل 2024 07:29 مـ 16 شوال 1445هـ
مقالات

محمد الشافعى يكتب : جماهيرللكرة أم مرتزقة ..”

البصمة
اذا كان الهدف الأساسي والغاية الأهم من إقامة المباريات والبطولات بين الأندية والمنتخبات على مستوى جميع الألعاب الرياضية بما فيها لعبة كرة القدم هو إذكاء المنافسة الشريفة بين الشباب الرياضي ولتحقيق أهداف أخرى تعمل وتساعد (الرياضة) على خلق أجوائها بمفهومها الشامل وهو ترسيخ مبدأ (الأخلاق) في سلوك (التشجيع) الرياضي وذلك عن طريق وضع (الحوافز) المشجعة لإيجاد المنافسة (الشريفة) بين جماهير الكرة لتمارس حقها الطبيعي في دعم ومؤازرة فرقها ونجومها بأسلوب حضاري. ـ لا يختلف اثنان على أن من يثيرون الفوضى والشغب في المدرجات وملاعب الكرة لا ينبغي السكوت عليهم إنما الضرب بيد من حديد باتخاذ أشد العقوبات بحقهم حتى تستقيم الاوضاع داخل الملاعب الرياضية والتى هى اساسا خلقت من أجل التنافس الشريف والروح الرياضية للفائز والمهزوم . - لكن توجد ظاهرة غريبة بملاعبنا الرياضية وبخاصة من جماهير النادى الأهلى الذى يعتبر من اعظم الأندية المصرية والعربية والافريقية بل والعالمية ، وهذه الظاهرة ما يطلق على جماهير كرة القدم للنادى الأهلى ( شعب الأهلى ) وهذا المسمى الجديد يحمل فى طياته نوايا غير رياضية وغير حضارية ولا تمت للرياضة ولا لكرة القدم بأى صلة ، واذا نظرنا بدقة لهذه الظاهرة يتبين لنا ان ورائها غرضا فمسمى شعب يطلق على مواطنين داخل اطار دولة لها حدودها وسيادتها ومؤسساتها التى يشارك فيها الشعب بل ولها تنظيماتها السيادية التى تحمى وتحافظ على المعيشة الكريمة لحياة المواطنين ( الشعب ) . ومن غير المنطقى أن يتم تسمية جماهير لكرة القدم باسم " شعب " فهل نرى شعبا لكل فريق ويتم تقسيم الفرق الى شعوب وقيائل وجماعات وعشائر ، لقد حاول ويحاول أعداء الوطن من الجماعات المحظورة أن تفرقنا وتعمل على تقسيمنا أرضا وطوائف وعندما فشلت بدأت بأهم ما يعشقه الناس وهى الرياضة المحببة للجميع وبالأخص اللعبة الشعبية الأولى ( كرة القدم ) وانطلقوا الى النادى الأكثر جماهيرية وبدأوا عن طريق جماهير الكرة فى تكوين مايسمى بالالتراس وقاموا بدعمه وتدريبه وتحريكه فى أى وقت كأنما يقودوا مغيبيين ينطلقوا بهم من مكان الى مكان وفى اى توقيت وعندما يريدوا التوقف والاخلاء يتم ذلك فى دقائق معدودة ، فمن هو الذى يستطيع فعل ذلك فى دولة لها سيادتها - وفى المباراة الاخيرة فى كرة القدم لفريق الأهلى مع فريق بيراميدز زحفت الجماهير بحجة التشجيعوهم يحملون مسمى ( شعب الأهلى ) وليس جماهير الاهلى ومن المؤسف ان يتلقف ذلك بعض القنوات الفضائية وبعض الاعلاميين ليؤكدوا على هذا المسمى الغير رياضى والخطير فى نفس الوقت ، وقاموا هؤلاء بأخطر ما يمكن ففى أثناء عزف السلام الوطنى لمصر ، بدأوا بالتشويش على السلام الوطنى ، وبدأو بالغناء للأهلى ناهيك عن الشتائم والألفاظ ضد مؤسسات شريفة بالبلد أو ضد بعض الدول . - ونتسائل اين المجالس والهيئات الاعلامية والصحفية من ذلك ، وايا لابد وأن يكون هناك دورا لمجلس ادارة النادى الأهلى لمنع تلك الظاهرة على ارض النادى وايضا لابد وان يكون لوزارة الشباب والرياضة دورا حاسما فى ذلك مع توجيه النادى بعدم تكرار تلك المسميات التى لا تحمل ايه شعارات رياضية او تشجيعية بل تنجرف الى منحى سياسى آخر ، وبالطبع المسؤلين عن الرياضة اجدر فى معالجة ذلك الامر الغريب على الرياضة ، ونحن بدورنا ندق جرس انذار لعدم تفاقم هذه الظاهرة وانتشارها مما يسبب انقساما حادا فى المجتمع . - انها الرياضة التى تجمع الشعوب وليست لتقسيم وتفريق الشعوب .. وسيظل جميع المتفرجين للرياضة هم جماهير للرياضة وللكرة ولن يكونوا ابدا شعبا لنادى او مؤسسة او هيئة او جماعة او عشيرة .... الشعب هو شعب مصر فقط .