الجمعة 29 مارس 2024 01:15 مـ 19 رمضان 1445هـ
تحقيقات

الحشرات والحروب.. تاريخ طويل من الاستخدام للتخلص من الأعداء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استخدم الاستراتيجيون العسكريون منذ آلاف السنين الحشرات كأسلحة للحرب، ليس فقط بهدف إلحاق الألم بالأعداء ولكن أيضًا لإيصال مسببات الأمراض الفتاكة وتدمير الزراعة، بقصد التسبب على نطاق واسع في المرض والجو لهذه الدولة، ونشر موقع "history" الأمريكي بعض القصص عن استخدام الحشرات في الحروب.

وكان إيصال المرض عن طريق ناقلات الحشرات فعالاً ومستخدم بشكل واسع خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أسقطت وحدات الحرب البيولوجية اليابانية البراغيث المصابة بالطاعون والذباب المطلي بالكوليرا في المدن الصينية، مما أسفر عن مقتل حوالي 440.000 ألف شخص، كما طور الجيش الياباني خططًا لنشر البراغيث التي تنقل الطاعون فوق سان دييغو في عام 1945.

- الغارة العقرب

في نهاية القرن الثاني كان الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس في طريقه لانتزاع السيطرة على بلاد ما بين النهرين - بلاد الرافدين هي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب آسيا- من خلال إطلاق أسراب من العقارب وفقًا لرواية المؤرخ الهيروديان القديم.

مع تقدم الجحافل الرومانية في معقل الحضر الصحراوي، كان الملك برساميا ومواطنوه يختبئون خلف جدران ذات ارتفاع 40 قدمًا لحماية أنفسهم، وكانت تصنع قنابل خزفية محملة بالعقارب، والتي كانت شائعة جدًا في المنطقة، وخطيرة جدًا لدرجة أن الملوك الفارسيين أمروا بانتظام بصيد العقرب وقدموا مكافآت لضمان المرور الآمن للقوافل.

وعندما وصل رجال سيفيروس إلى المدينة لاقتحامها أمطرت قنابل العقارب عليه، واحتجز سيفيروس في الخليج لمدة 20 يومًا، حتى أنهت قواته أخيرًا المعركة وتراجعت.

- حاملة الحشرات

حدث تقدم كبير في استغلال الحشرات عسكرياً مع تطوير آلية قادرة على إطلاق حمولات ثقيلة للحشرات، حيث صمم منجنيق خاص بحاملات النحل والحشرات.

إن التاريخ الأوروبي مليء بروايات عن استخدام خلايا النحل وعشائر الزنبور كرؤوس حربية كوسيلة فعالة للغاية لتصفية جنود العدو، وبرزت النقطة التكنولوجية العالية في آلات رفع خلايا النحل في القرن الرابع عشر مع تطور السلف الحشري لبندقية جاتلينج، وهو جهاز يشبه طاحونة الهواء لدفع خلايا النحل من نهايات الأذرع الدوارة بسرعة.

لكن مهاجمة القوات لم تكن الوحيدة التي تستخدم الحشرات اللاذعة، وكانت الجدران الداخلية لقلاع القرون الوسطى مجهزة في كثير من الأحيان بتجويفات تسمى أعمدة النحل كمنازل للقوات الحضرية.

- البئر السوداء

البئر السوداء هي حفرة على عمق 21 قدما ومغطاه بشبكة حديدية ولا يمكن الوصول إليها إلا بحبل، حيث قام أحد الأمراء في القرن ال19 - أوزباكستان الحالية - بصناعتها وملئها بالحشرات لضمان تعذيب قوي لضحاياه.

ومن الحشرات التي وجدت في هذه الحفرة البق وحشرات آكلة للحوم طولها بوصة ومليئة بمنقار منحني يثقب ضحيته قبل افتراسها، وتمت مقارنة لدعة هذه الحشرات أن طعنتها تساوي طعنة إبرة ساخنة، والإنزيمات التي تفرزها في جسد ضحيتها تسبب تقرحات في الجسد البشري.

ووصف أحد السجناء كيف أن سجينين بريطانيين كانا يأكلان ببطء وهما لا يزالا على قيد الحياة.

واستمر استخدام الحشرات لإلحاق الألم بالأعداء حتى في الآونة الأخيرة وخلال حرب فيتنام، حيث حفرت فييت كونج - حركة مقاومة مسلحة فيتنامية- شبكة من الأنفاق تحت الأرض تسمح لهم بتقرير متى وأين يقاتلون، وأحيانًا يلجأ إلى الزنبور والدبابير من خلال إرسالها إلى مواقع الولايات المتحدة لتعطيل الدفاعات قبل شن هجوم.

وجند فييت كونغ أيضًا نحل العسل العملاق الآسيوي، الذي وصفه علماء الحشرات المدارية بأنه "أخطر حشرة لاذعة على الأرض"، ونقل الجنود المستعمرات بحذر إلى مسارات يستخدمها الأمريكيون ثم قاموا بتوصيل شحنة صغيرة متفجرة، عندما مرت دورية للعدو.

ومن جانبهم قام الجيش الأمريكي بتمويل برنامج بحثي لاستنباط جهاز لرش العدو الفيتنامي بفيروس الإنذار من النحل، وبالتالي تحويل الحشرات المحلية إلى حلفاء شرسة، تعمل هذه الإشارة الكيميائية مثل بقة الفرسان، وتحرض النحل على الهجوم.

منوعات اللغة العربية السكيت الكلمات