الخميس 28 مارس 2024 08:47 مـ 18 رمضان 1445هـ
جرائم ومحاكم

جريمة قبل الفجر.. الإعدام لشرطي قتل والده صاحب الـ90 عامًا بسبب الميراث

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحول الابن العاق إلى قاتل لم يرق إلى فطرة الإنسانية، فعصفت به أطماعه الدنيئة ليقتل والده بيده مستخدمًا "عصا خشبية"، بعد أن كمن له فجرا بمدخل مسكنه مختبئا خلف السلم لمباغتته وقت توجهه لأداء صلاة الفجر بالمسجد كما اعتاد يوميا، ليسدل الستار على الخلافات التي نشبت بينهما لفترة قاربت تسع سنوات بدأت برفض المتهم وأشقائه تصرف الأب في تمليك جزء من منزله إلى ابنتيه، شقيقتا المتهم.

اعترف المتهم بأنه لخلافات سابقة مع والده الذي قارب عمره على الـ90 عاما، عقد العزم على قتله وأعد الخطة لقتله إلا أنه فشل فيها مرتين ونجح في الثالثة، موضحًا أنه اختبأ في مدخل مسكنه لمباغتته حال توجهه كما اعتاد لأداء صلاة الفجر بالمسجد، إلا أنه لم يلحق بالمجني عليه لخروجه من شقته مبكرا قبل الموعد المعتاد، فبيت النية على ارتكاب فعلته في اليوم التالي إلا أنه لم يستيقظ في الموعد المناسب، فعزم على فعلها للمرة الثالثة وبتاريخ الواقعة اختبأ له فجرا بمدخل المنزل وما أن تنبه له حال خروجه من باب شقته ونزوله حتى باغته ودفعه أرضا وانهال عليه ضربا مرات على راسه ممسكا أداة الجريمة بكلتا يديه حتي لفظ أنفاسه الأخيرة، قاصدا من ذلك قتله ثم جذب جثته إلى داخل مسكنه وغادر مكان الجريمة محاولا إخفاء أداة جريمته التي أرشد عن مكان إخفائها عقب اكتشاف جريمته.

وأحيلت القضية المقيدة برقم 537 لسنة 2019 كلى شبين الكوم، إلى محكمة جنايات شبين الكوم، التي قضت بالإعدام شنقا على المتهم حسين عبدالله إبراهيم الكردي، ويعمل شرطيًا برتبة "مساعد شرطة" بمديرية أمن القاهرة، بعد أن أحالت الأوراق إلى فضيلة مفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى فيما نسب إلى المتهم، وجاء الرأي بأنه إذا ما أقيمت الدعوى بالطرق الشرعية قبل المتهم ولم تظهر فى الأوراق شبهة تدرأ القصاص عنه فيكون جزاؤه الإعدام قصاصا لقتله والده عمدا جزاء وفاقا.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن المتهم ابن عاق جاهل بدينه ودنياه لم يراع والده في الكِبَر لم يرحم شيخوخته وضعفه وحاجته للرعاية والاهتمام ولم يتقرب له ويتمني رضاه، لينال من خيره، ولم يتذكر له أنه كان عائلا ومعطيا، وأنه كان قويا ثم من بعد القوة ضعفا وشيبة وأن أبيه المجني عليه تزوج حتى يكون له ولد يعينه في شيبته، لكن المتهم لم يكن على مستوى المسئولية وتنصل منها بالرغم أنه أولى الناس بها، فأعماه طمعه لخلافات سابقة بينهما استمرت تسع سنوات، وإن كان أبيه لم يبره و لم يقدم له المعونة على الحياة وفضل شقيقتيه عليه وامتنع عن مساعدته وأقام دعوى عليه لطرده، الإ أن المتهم تجاوز في حق أبيه المجني عليه ولم يصاحبه في الدنيا معروفا واستعجل ميراثه.

وتابعت المحكمة: "بلغت الخلافات ذروتها قبل الإقدام على جريمته بأسبوعين، وفكر المتهم في هدوء وروية وبنفس غير مضطربة في التخلص منه ولم يطعمه ويسقيه ويكسيه حتى ولو كان كافرا أوغير دينه، ولم يقبل ستر الله له ولكنه صمم على تنفيذ مخططه وقطع المعروف في الدنيا واستمر في مراقبة وكان قلبه أشد قسوة، لم يرحم من بلغ من الكبر عتيا ونسي أن والده في أمس الحاجة إليه لم يهون عليه، ولم يتذكرالجميل وحنوا والده عليه ولو لمرة، واستمر في التعدي بعصاته الغليظة، فلم يرق قلبه حتى تأكد من أزهاق روحه، ثم قام بسحبه من قدميه إلى الطرقة المؤدية إلى الحمام ليعطي صورة أخرى للواقعة ويعتقد من يشاهده سقوطه أرضا حال توجهه للحمام، وما أن انتهي من تنفيذ مخططه الشيطاني وفعلته مع من أعطاه الكثير ومن أنكر فضله عليه، ولم يخفض له جناح الذل من الرحمة".

صدر الحكم برئاسة المستشار الدكتور شوقي زكريا الصالحي، وعضوية مستشارين شريف كامل مصطفي، وعلاء سمير، وأمين سر عبد الحكيم جمال الدين.

مباحث قتل الشرطة المتهم البنك الزراعي