الجمعة 19 أبريل 2024 06:47 صـ 10 شوال 1445هـ
شرق وغرب

بعد تجدد الاحتجاجات.. ماذا يحدث في العراق؟

 الاحتجاجات
الاحتجاجات

لم تهدأ المظاهرات التي شاهدتها العراق وعدد من المحافظات الجنوبية منذ يوم الثلاثاء؛ احتجاجا على أداء حكومة عادل عبدالمهدي، وخاصة في ملفات توفير فرص العمل وتحسين الخدمات، لتستمر حتى اليوم الجمعة، مع تزايد القتلى بين المتظاهرين.

وأثار تصاعد الاحتجاجات مخاوف وقلق الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعربت عن قلقها من استمرار الاحتجاجات واستخدام أساليب العنف مع المتظاهرين، كما وجهت اتهامات لإيران بالتدخل في السياسات الحكومية بإزاحة الفريق عبد الوهاب الساعدي، من قوات مكافحة الإرهاب ونقلة إلى وزارة الدفاع العراقية.

وفي التقرير التالي نستعرض آخر التطورات الجارية في الدولة العربية الشقيقة.

أسباب نشوب التظاهرات
في صباح يوم الثلاثاء الماضي، احتشد الشعب العراقي في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد؛ اعتراضا على أداء حكومة عادل عبدالمهدي، وخاصة في ملفات توفير فرص العمل وتحسين الخدمات فضلا عن محاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وتعد هذه التظاهرات هي الأولى منذ تولي المهدي رئاسة الحكومة.

كما تسبب قرار رئيس الوزراء العراقي بعزل الفريق عبد الوهاب الساعدي، من قوات مكافحة الإرهاب ونقلة إلى وزارة الدفاع العراقية، في إثارة غضب الشعب؛ لاعتقادهم بأن قرار العزل جاء بناء على تدخل إيراني.

- ارتفاع في عدد القتلي
ولفض التظاهرات تدخلت الشرطة العراقية وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، لتسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل، وإصابة أكثر من 250 متظاهرا في اليوم الأول، ليرتفع عدد القتلى إلى تسعة في اليوم التالي، حيث قتل 5 متظاهرين في الناصرية بمحافظة ذي قار إضافة إلى شرطي، ومتظاهر في مدينة أخرى تبعد 300 كيلو متر جنوب العاصمة، أما اليوم الثالث وصل إلى 12 قتيلا، لتستمر التظاهرات لليوم الرابع ويقتل 44 شخصا ويصاب المئات وفقا لوكالة فرانس برس.

- إجراءات حكومية وإعلان حظر التجوال
بناء على ذلك، اتخذت الحكومة العراقية عدد من الإجراءات الأمنية؛ خشية من دخول البلاد في فوضى أمنية مجهولة، إذ وجه وزير الدفاع العراقي، نجاح الشمري، بوضع جميع القطاعات الأمنية في حالة استنفار، كما دعا إلى ضبط النفس، والحفاظ على سيادة الدولة والمنشآت الحكومية والأهداف الحيوية والسفارات والبعثات الدبلوماسية، وفقا لوكالة "واع" العراقية.

وأغلقت الحكومة العراقية الطرق المؤدية إلى ساحة التحرير وسط بغداد والمنطقة الخضراء، مركز الحكم ومقرات السفارات الأجنبية، خاصة أنها شهدت في العام 2016 اقتحاما من قبل أتباع رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر، كما أنها قطعت الإنترنت وحجبت مواقع التواصل الاجتماعي عن مناطق التوتر في الأحياء الشرقية من العاصمة، ذات الأغلبية الشيعية.

فيما أعلن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة حظرا للتجوال في بغداد منذ فجر أمس الخميس، دون تحديد موعد لرفعه؛ تخفيفا لحدة الاحتجاجات في العاصمة وضواحيها مع وجود احتمالات لانتقالها إلى محافظات وسط وجنوب العراق.

كما دعا عبدالمهدي المتظاهرين في اليوم الرابع للاحتجاجات بعدم الالتفات إلى دعاة اليأس، لافتا إلى أن بعض الشعارات المرفوعة كشفت عن محاولات لركوب المظاهرات وتضييعها.

- اتهامات بالتدخل الإيراني وعلمها
تعتبر هذه الموجة من الاحتجاجات، وهي الرابعة للشعب العراقي، كما تعد الأعلى صوتا في رفض مجمل العملية السياسية والمطالبة بإسقاط الحكومة، والتركيز على إخراج إيران من العراق، إذ يعتقدون أنها هي من وراء عزل الفريق عبد الوهاب الساعدي، من قوات مكافحة الإرهاب ونقلة إلى وزارة الدفاع العراقية، وهو ما أعلن عنه الشعب صراحة في شعاراته وهتافاته، حتى أحرقوا علم إيران خلال الحشد، وفقا لـ"روسيا توداي".

- ردود الفعل دولية وداخلية
أثار طابع العنف الذي اتسمت به الاحتجاجات، قلق الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس الأربعاء، عن قلقها إزاء العنف الذي رافق بعض المظاهرات في بغداد ومحافظات أُخرى، داعية لتهدئة الأوضاع.

وأعربت بلاسخارت عن آسفها لوقوع ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية، ومؤكدة على حق الشعب في الاحتجاج والتحدث بحرية بما يتماشى مع القانون.

ولتطور الأوضاع الأمنية في العراق، دعا الأمر لإعلان الحكومة الإيرانية بإغلاق معبري خسروي وجذابة الحدوديين مع العراق، بعدما أعيد فتحه منذ أسبوعين بعد إغلاق دام منذ عام 6 سنوات لأسباب أمنية أيضا.

وفي نفس اليوم علقت ابنة الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، على المظاهرات ونشرت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ناعية الشهداء قائلة: "رحم الله شهداءنا، ها أنتم تسطرون ملاحم البطولة كما عهدناكم".

العراق التحرش الجنسي الرجال حماية الأسرة