الجمعة 29 مارس 2024 04:20 مـ 19 رمضان 1445هـ
فن × فن

كيف رصدت السينما العالمية الفيروس القاتل فى أفلامها وتنبأت به؟ «٧»

البصمة

تزامنا مع زيادة تفشى وباء كورونا العالمى، وإعلان حالة الطوارئ فى البلاد؛ كثفت الفضائيات العربية والأجنبية أخيرا عرض أشهر «أفلام الأوبئة» و«أفلام الكوارث» فى تاريخ هوليوود، التى تنبأت بالفيروس المستجد، وجاء سيناريو هذه الأفلام مطابقا للسيناريو الحالى الذى يحاول العالم وضعه من أجل احتواء أزمة الفيروس القاتل؛ كنوع من التنظير السينمائى والتوعية لفكرة نهاية العالم؛ والمساهمة فى تسلية الجمهور الذى يخضع للعزل المنزلى فى الوقت الحالى؛ حرصا على السلامة العامة ولمواجهة تفشى الوباء.
ويُخالف العديد من المواطنين التعليمات والقوانين التى تفرضها حكومات العالم بشأن الوقاية من الفيروس، الذى يهدد صاحبه بالقتل ويعرضه للمخاطر؛ وفى الفيلم البريطانى «يوم القيامة ــ Doomsday »، الذى صدر عام 2008، وتنوعت أحداثه بين الإثارة والخيال العلمى والرعب والسياسة والدين؛ نجد أن أحداثه تتشابه كثيرا مع الواقع الذى نعيشه فى الوقت الحالى.
تدور قصة الفيلم حول فيروس قاتل يدعى «ريبر» وينتشر فى بريطانيا، التى تُعد مصدر الوباء، وبدوره يُهدد البشرية بأسرها بالفناء؛ حيث يُصيب الملايين ويقتل الآلاف؛ وهو ما يدفع الحكومة البريطانية لفرض إجراءات الحجر الصحى بصرامة شديدة؛ للسيطرة على الوضع؛ تصل أحيانا لدرجة الوحشية والعنف ضد المُصابين؛ وهو ما يتسبب فى إشاعة الفوضى بين المواطنين.
ولا تمضى أيام معدودات على ظهور الفيروس؛ حتى يتمكن من التفشى بين سكان «أسكتلندا»، ولم يكن أمام الحكومة البريطانية أن تجد حلا سوى إحاطتها بسور عظيم أشبه بأسوار القلاع؛ خوفا من انتشار الوباء إلى باقى الجزر البريطانية وتسلل السكان إلى إنجلترا.
وخلال الأحداث ينشط الفيروس مرة أخرى بشكل عنيف، وذلك بعد السيطرة عليه لمدة ربع قرن؛ ولكنه ينبعث هذه المرة من داخل «لندن» ويُصيب معظم أهلها؛ فيتم تكليف فريق من المتخصصين تقوده «إيدن سينكلر»، التى تجسد دورها الممثلة «رونا ميترا»؛ بتعقب الوباء والعثور على علاج له بأى شكل، وعندما تذهب جميع الجهود التى تبذلها الدولة سدى؛ يلقى رئيس الوزراء البريطانى حتفه منتحرا بعد أن يبدأ المرض بالتمكن منه.
الفيلم من تأليف وإخراج نيل مارشال، وبطولة كل من رونا ميترا، بوب هوسكينز، مالكولم ماكدويل، نجم هوليوود السودانى الأصل ألكسندر صديق، سين بيرتوى، إيما كليسبى، ميانا بورينج، أدريان ليستر، ديفيد بوهارا، نورا جين نون، ستيفان هوجز، أكسيل كارولين، ناتالى بولت.
ترشح الفيلم للمشاهدة عبر مواقع التواصل الإجتماعى، ضمن قائمة أفلام العزل المنزلى التى يشاهدها الجمهور؛ حيث قال أحدهم: «أحاول أن أبقى إيجابيا، لكننى أشعر أن كل ما حدث فى العالم حتى الآن؛ تشابه كثيرا مع أول 60 ثانية فى بداية فيلم يوم القيامة، بل أصبح الفيلم حقيقة»، فيما وصفه آخرين بالمُبتذل والفارغ المحتوى.
ومن جهة أخرى، هاجم الفيلم مجموعة من النقاد ووصفوه بالردئ والبعيد عن المنطق؛ وقال أحدهم: «إن الفيلم مزيج من أفلام كثيرة مختلفة، وهذا المزيج ردىء للغاية، كما أنه بدون هدف محدد؛ مما يجعل المشاهد لا يدرى إلى أين يمضى».
وأشار بعض النقاد إلى الحبكة الطريفة، التى استخدمها الفيلم وسط تفشى الوباء وعمليات القتل؛ من أجل عرض سيارة من نوع «بنتلى»، تظل جديدة كما هى على الرغم من مضى أكثر من 25 عاما على صنعها، ولا تحدث لها إصابات بعد إطلاق النار عليها والصدمات التى تتعرض لها؛ وهو ما يؤكد للمشاهد أن القائمين على الفيلم قد استعانوا بالسيارة الخارقة كدعاية لها فقط.
صُنف الفيلم للكبار فقط (R)؛ لكثرة مشاهد العنف الدموى الشديد واللغة العنيفة التى يتلفظ بها أبطاله بعبارات غير لائقة وبعض الإيحاءات اللفظية الخارجة، بالإضافة إلى المحتوى الجنسى الفاضح.
وعلى الرغم من تكلفة إنتاجه التى بلغت 30 مليون دولار، إلا أن إيراداته جاءت بنسبة ضعيفة فى شباك التذاكر العالمى؛ حيث قدرت حجم الإيرادات فى أسبوعه الأول بدور العرض الأمريكية 5 ملايين دولار، ووصلت نسبة إيراداته إلى 22 مليون دولار حول العالم، بينما سجل نسبة 51 % على موقع التقييمات الشهير «Rotten Tomatoes»، و6/10 على موقع «IMDb».