الثلاثاء 19 مارس 2024 12:40 مـ 9 رمضان 1445هـ
علوم واكتشافات

هل يزيد الصيام من احتمالات الإصابة بكورونا؟.. خبراء يجيبون

البصمة

أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، والذي سيأتي هذا العام مختلفًا بكل تأكيد؛ فلا صلاة تراويح ولا واعتكاف، كذلك سيفكر كل شخص منا ألف مرة قبل المشاركة في أي تجمع عائلي أو مع الأصدقاء، وسط إجراءات احترازية وتأهب عالي المستوى، وكل هذا يعود إلى ما أحدثه وباء كورونا في مصر والعالم.

وفريسة فيروس كورونا الأولى هم الأشخاص ضعيفي المناعة؛ لذا كل محاولات السيطرة على المرض والشفاء منه، في ظل عدم وجود لقاح ضده، تأتي عن طريق تقوية الجهاز المناعي للإنسان؛ ما قد يخلق تساؤل ونحن على أعتاب أيام سننقطع فيها عن الطعام والشراب لفترات طويلة من اليوم..

هل يزيد الصيام من احتمالات الإصابة بكورونا؟

يقول الدكتور إبراهيم خليفة، المدرس بقسم الصناعات الغذائية بكلية الزراعة جامعة بنها، إن الاعتقاد بأن الصوم يقلل من المناعة وبالتالي يزيد من نسب للإصابة بفيروس كورونا، هو اعتقاد خاطيء وليس له دليل علمي، مشيرًا إلى أنه ثبت علميا أن الصيام مفيد لصحة الإنسان وله إثر كبير في زيادة المناعة ضد الأمراض.

وعن العلاقة بين الصيام وزيادة المناعة، أوضح خليفة في تصريحات لـ«الشروق» أن الصيام أو الامتناع عن تناول الطعام لفترة طويلة في بعض الثقافات الشعبية العالمية يساعد الجسد على التخلص من المواد الزائدة المخزنة بداخله، وبالتالي تجديد الخلايا والتخلص من الخلاية التالفة، وخاصة تجديد كرات الدم البيضاء، التي تعتبر المدافع الرئيس عن الجسم في حال تعرضه لأي خطر؛ لأنها تحاوط الفيروسات بمجرد دخولها الجسد وتعمل على القضاء عليها، وبالتالي فإن تجديدها بفعل الصيام سيزيد من قدرتها وكفاءتها على محاربة المرض، مؤكدًا أن ذلك مثبت في أبحاث نشرتها المجلة العلمية العالمية "cell".

أما عن رأي الدين فيما يخص امتناع الأشخاص العاديون عن الصيام خوفًا من الإصابة بالفيروس،

يقول الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لـ «الشروق»، إنه لا يجوز امتناع المسلم عن الصيام إلا في حال إثبات وجود خطورة على حياته، أو بحكم طبي، أما دون ذلك فالصوم واجب.

وأضاف مهنا أن الحكم في وجوب الصيام من عدمه بالنسبة لأي مريض متروكا للطبيب، مؤكدًا أنه «متى أفتى الطبيب بعدم الصيام فهو جائز».

عن الوضع الصحي للذين يعانون من الأمراض المزمنة،

يقول الدكتور محمد سيد مسعود، أستاذ التغذية، والمدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، إن المرضى الذين يعانون من أمراض خلل الجهاز المناعي، مثل: (مرض السكري وتصلب الشرايين وفقر الدم وروماتيزم القلب والتهاب المفاصل وسوء التغذية) يفضل لهم طبيا عدم الصيام.

وشدد مسعود على أن الامتناع عن الصيام لا يسرى على جميع المصابين بالأمراض السابقة، إلا من وصلت حالتهم لوضع حرج يستدعي الإفطار، مضيفًا: «يجب على كل مريض الذهاب للطبيب المتابع لتحديد هل الصيام مضر له أم لا».

ولفت مسعود إلى أنه في حال أصيب الشخص بفيروس كورونا، فذلك يعني وجوب إفطاره ووقف الصيام، لأنه سيزيد من جفاف الحلق الذي يحدث نتيجة الإصابة الفيروس وبالتالي ستزداد المشكلة سوء.

وبالنسبة للاعتقاد بأن الصيام سيزيد من احتمالات إصابة مرضى الجهاز التنفسي بكورونا،

قال الدكتور محمود عبد المجيد مدير مستشفى الصدر بالعباسية سابقا، إن هذا الاعتقاد لم يثبت علميا، مشيرًا إلى أن الصوم ليس له أي علاقة بالإصابة بالفيروس سواء للأصحاء أو مرضى الجهاز التنفسي، وأن الاعتقاد بأن جفاف الحلق الناتج عن الصيام يسرع من الإصابة بالفيروس هو اعتقاد خاطئ وغير علمي.

وعن مرضى الحساسية الصدرية،

قال عبد المجيد إنه يتعين عليهم اتخاذ احتياطاتهم سواء خلال الصيام أو في الأيام العادية، لتجنب الإصابة بالفيروس؛ وذلك بضرورة ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة وعدم الخروج إليها إلا «للشديد القوي»، كما نصح بشرب كميات كثيرة من المياه بعد الإفطار وحتى فترة السحور خلال شهر رمضان.

جدير بالذكر أن لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية، انتهت يوم الثلاثاء، إلى أنه لا يوجد دليل علمي، حتى الآن، على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بفيروس كورنا المستجد، وقالت إنه يجب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم الأطباء بالإفطار لوجود عذر مرضي.