الثلاثاء 7 مايو 2024 01:23 مـ 28 شوال 1445هـ
مصر الآن

متضررو حادث طريق «مصر-الإسماعيلية» يروون لحظات الرعب: كنا نهرب من الموت

حادث طريق «مصر-الإسماعيلية»
حادث طريق «مصر-الإسماعيلية»

"اللحظات دي عدت عليا وعلى الناس اللي كانت على الطريق كأنها سنين، النار كانت بتجري ورانا، كأننا في حرب وبنهرب من الموت، وإحنا بنحاول ننقذ نفسنا وعربياتنا"، بهذه الكلمات بدأ محمد عرابي، 40 عاما، مهندس في جهاز التجمع الخامس، حديثه مع "الشروق" حول واقعة حريق خط البترول على طريق (مصر-الإسماعيلية) الصحراوي.

لعبت الصدفة دورها في هذا اليوم مع عرابي حتى يكون ضمن متضرري الحادث، حيث كان ذاهبا لأحد أماكن المرور التابعة لعمله في منطقة التجمع الخامس، وكان عليه أن يسلك هذا الطريق: "وأنا نازل من الدائري لقيت الدنيا مقفولة والعربيات بتمشي ببطء شديد، وأول ما نزلت على الطريق اكتشفت أن في مازوت على الطريق، وأنا بحكم شغلي عارف خطورة الموقف، وفضلت أحاول الرجوع ولكن الطريق كان مزدحما".

ووسط محاولات عرابي لكي ينجو بنفسه وسيارته، تفاجئ باشتعال النيران في إحدى السيارات التي كانت تقف خلفه، ويفصله عنها مسافة 10 أمتار تقريبا: "أول ما العربية ولعت وكلنا شوفنا النار، العربيات بدأت تتخبط في بعضها، وكله بدأ يطلع على الرصيف، وطبعا النار بدأت تمشي مع المازوت اللي موجود على الطريق، وكأنها بتجري ورانا".

وتابع: "حاولت أنزل نفق السلام الجديد، ولكن النفق كان فيه 2 متر مازوت، ومانزلتش؛ لأن النار كانت بتقرب جدا، وبعدها حصل انفجار في اتجاه معرض سعودي، وبقت النار ورايا وقدامي، وقتها أنا سبت العربية، ونزلت أجري وأول ما نزلت النار مسكت فيها".

يتذكر عرابي أحد المواقف التي وصفها بأنها "لا تُنسى": "كان في واحد في عربية مرسيدس، من الواضح أنها ليست ملكه، أو يعمل عليها، مكنش عايز يسيب العربية لحد آخر لحظة، والنار وصلت له، والناس نزلته ورجله ماسك فيها النار، وكان يوجد أيضا سائق ميكروباص، نزّل الركاب، وكان بيحاول ينقذ العربية لكن ماعرفش، وفضل يصوت في وسط الطريق عربيتي موديل السنة ولسه مدفعتش أول قسط فيها".

عرابي أكد وجود خسائر ومتعلقات مادية له كانت داخل السيارة، والتي كان من أهمها جهاز لاسكلي يعد عهدة معه من جهة العمل، وبعد انتهاء الحريق عثر عليه محترقا وكان عبارة عن قطعة حديد، بالإضافة إلى الأوراق والمستندات الخاصة به.

بينما يقول علي أنور، 50 سنة، مدرس في مدرسة السلام: "ده الطريق بتاعي كل يوم للشغل، وتحديدا الساعة 2:30 من أول موقف العاشر الطريق كان واقفا، وفجأة بابص لقيت ورايا نار، وفضلت ماشي لحد ما وصلت لحد الساتر الترابي، وطلعت على الرصيف وفيه شبر مازوت، جيت أعدي، عجل عربيتي بدأ يلف على الفاضي، وكانت النار حواليا من كل اتجاه، وأول ما لقيت النار في العربية؛ هربت طبعا منها وسبت السيارة لأن النار كانت شديدة جدا".

وتابع: "كنا عاملين زي السندوتش، النار حوالينا من كل حتة، ومطلوب مني علشان أنقذ نفسي وعربيتي أعدي من فوق رصيف طوله 30 سم، لكن كان المفروض الرصيف يتكسر منه جزء ويتعمل للعربيات طريق ترجع منه"، مشيرا إلى أنه كان هناك أكثر من 40 سيارة على مقربة من النار.

وأضاف: "عربيتي كانت إيدي ورجلي، شوفتها قدام عيني وهي بتولع، وبعد ما اتطفت شوفتها وهي حتة حديدة واقفة على الأرض وسط الدخان في كل مكان، وحتى الآن مانعرفش أي حاجة عن التعويضات، وعرفنا أن العربيات راحت قسم شرطة السلام".

من جهته، قال أحمد جمال، 33 سنة، يعمل في جامعة عين شمس، إنه كان ضمن السيارات التي لم تستطع الخروج من المنطقة التي طالتها النار: "أنا نزلت من عربيتي أول ما النار مسكت فيها"، مضيفا أنه لم ينج من هذا الحادث سوى الأشخاص الذين لم يلتزموا بالإشارات المرورية، واتخذت الاتجاه المعاكس.

انتقل جمال من مكان الحريق في الساعة 7 مساء إلى قسم شرطة الشروق، ومنه إلى نيابة الشروق التي أنهى بها التحقيق في الساعة 4:30 فجر اليوم التالي.

أما عن التأمين والتعويضات، قال: "أنا واحد من الناس مش معايا 13 ألف جنيه أدفعهم كل شهر لشركة تأمين خاصة، وخسارتي في العربية أقل بكتير من اللي كان جواها؛ لأنه كان في أوراق مهمة والرخصة والبطاقة".

وتابع: "كنا في قفص، والنار من كل حتة حوالينا، وكله طبعا بيقول نفسي نفسي"، ويتذكر جمال مواقف أثناء الحريق: "حصل قدامي واحدة بتقول لجوزها انزل انزل، حلف بالطلاق مش هينزل من العربية، وفضل يزعق ويقولها العربية موديل السنة وعليها أقساط، ومانزلش غير لما النار دخلت جوه العربية".

فيروس كورونا حالات الإصابة السعودية العناية المركزة