فتوى بتحريم القهوة
أصل المثل الشعبى .. ” الممنوع مرغوب ”


يستخدم الكثيرالأمثال الشعبية، فى حديثة للتعبير عن موقف أو نقد شخص معين أو حالة معينه ، وعلى الرغم من ارتباط الامثال الشعبية بالثقافة المصرية وتداولها بين الناس بكثرة ، الان هناك الكثير يستخدم الأمثال دون أن يعلم قصتها ومصدرها .
والكثير من الناس يلجأون لاستخدام الأمثال الشعبية بشكل يومي حتى يتجنبوا الأخطاء التي وقع فيها الآخرون، ولكن لكل مثل قصة في قديم الزمان علينا أن نعرفها لنفهم حقيقة الموقف الذي جاء فيه هذا المثل.
القصة الحقيقية وراء المثل الدارج "الممنوع مرغوب ":
يحكى أنه في رواق اليمنيين بالأزهر الشريف، كان الطلبة يرتشفون مشروب القهوة التي اعتادوا عليها من صوفيي اليمن.
حيث كانوا يستعينون بها كشراب منبه يساعدهم على الدراسة والاستيقاظ والذكر، وشيئا فشيئا انتشر أمر القهوة بين الدارسين بالأروقة.
ومن هنا كان ميلاد (دخول القهوة) إلى مصر في العقد الأول من القرن السادس عشر الميلادي، وقوبلت وقتها بمعارضة شديدة من المشايخ والمتشددين كما كان الحال في نفس الوقت بمدينة مكة المكرمة بالسعودية.
وفي عام 1572م، قام كبير علماء الشافعية الفقيه أحمد بن عبد الحق السنباطي، المفتي، باستنفار عام وحملة عنيفة ضد المشروب الجديد عندما طرح عليه سؤالا حول حكم شربها (ما رأيك في المشروب الذى يدعى القهوة والذي يزعم بعضهم أنه مباح رغم ما ينجم عنه من نتائج وعواقب فاسدة؟).
فتوى بتحريم القهوة :
وقام المفتي بتحريمها وقامت ردود فعل رافضة تحاربها، وأصابت دعوى التحريم عموم القاهرة بحالة من الاحتقان ضدها لتندلع حالات الشغب، وحطم الأهالي المقاهي من أجل منعها.
وفي نهاية العام من مطلع شعبان عام 968 هجرية أصدر فتوى أخرى بغلق أبواب الحانات ومنع استعمال القهوة أو المجاهرة بشربها وهدم كوانينها وكسر أوانيها.
وتدخل تجار البذور والبن ومنتجي القهوة والبائعين بإرسالهم وفد إلى الشيخ السنباطي يطلبون منه الرجوع عن فتواه فكان رده عليهم "مادامت تؤثر على العقل إيجابا أو سلبا فهى حرام".
وقامت معركة حامية بين مؤيدي كل من الشيخ، والتجار الذين سقط منهم ثلاثة قتلى.
وتحصن الشيخ ومؤيدوه بالمسجد، ليحاصرهم أهالي القتلى ثلاثة أيام، وأحضروا عروق الخشب ووضعوا عليها باكيات القماش من الخيامية، وبطاطين تقيهم البرد، وقاموا بتوزيع مشروب ساخن فكانت "القهوة السادة".
ولما علم السلطان العثماني"مراد" بالأمر، عين مفتي جديد تركي بخلاف الذي أفتى بتحريم شربها، واعتبر هذا القرار التجار انتصارا لهم، وأطلقوا عليها "قهوة تركي".
وانتهت الأحداث ليصبح بعدها شرب القهوة عادة عند أهالي تجار البن، إلى أن انتقلت للأعيان وما لبثت أن عمت الديار المصرية.
وأصبح كل متوفى يقام له هذا الصيوان الذين ابتكروه وقت الحصار، ويقدم للمعزين فيه مشروب القهوة.
ومن هنا تداول الناس المثل الشعبى المعروف "الممنوع مرغوب".