الجمعة 29 مارس 2024 09:53 صـ 19 رمضان 1445هـ
مقالات

بعد أن وضعت الحرب أوزارها

البصمة

فجر اليوم الجمعة   قبل الماضى توقف اطلاق النار فى الاعتداءات الاسرائيلية الرابعه  على غزة , وكانت كالعادة بوساطة مصرية  بشكل رئيسى و حيوى و حاسم .

 و لكن هذه المرة بناء على طلب اسرائيلى  فقد اكتشف الصهاينة ان المقاومة هذه المرة اكثر نضجاً واشد شراسة و تمكنت من جمع الشعب الفلسطينى كاملاً حولها، عكس الحال فى الكيان الصهيونى الذى بدأت فيه بوادر التشرزم بسبب النتائج الكارثية لهذه الحرب.

 و المعروف دائما فى هذه الدولة العنصرية, انها تتكون من مجموعات مختلفة اتوا بها من الشرق و الغرب و الجنوب والشمال ، و عندما تشعر قيادتها ببوادر التشرزم تشن حرباً على احد دول الجوار و غالبا غزة او لبنان حتى يتجمع  المهجرين الصهاينة خلف قيادتهم  المجرمه لكن هذه المرة العكس هو الذى حدث و لينتظر نتنياهو مصيرا غير طيب ربما ينهى مستقبله السياسى.

والان بنظرة سريعة على خسائر الطرف المحتل المعتدى نرى نتائج المعركة كارثية بالنسبة له و يمكن اجمالها فيما يلى:

أولها: و اهمها و الذى يحدد المنتصر من المهزوم هو ان جيش الاحتلال لم يتمكن من تحقيق هدفه الذى اعلنه و هو القضاء على امكانيات المقاومة و هدم انفاقها على رؤس المقاومين ، و احداث حالة هدوء طويلة الامد.

فى المقابل حققت المقاومة الفلسطينية اهدافها بشكل واضح وهو وضع كافة الشعب المحتل تحت التهديد  داخل الجحور، و ان تطال صواريخ المقاومة كافة الاراضى المحتلة،  و الاحتفاظ بقوة ردع  مستمرة ، ووقف التعدى على الأ قصى و تهجير الفلسطينين من حى الشيخ جراح او غيره و ايقاع اكبرقدر من الخسائر بالعدو وهذا ما تم تحقيقه بالفعل.

اكتشف الصهاينة فشل مخابراتى زريع لهم فلم يتمكنوا من رصد تطور قدرات المقاومة و تمترسها فى مواقعها و تطوير نوعية وكفاءة اسلحتها.

كما فشلت القبة الحديدية الاسرائيلية فى اعتراض 75% من الصواريخ التى اطلقت من غزة, مما يشكل نهاية لهذه التكنولوجيا الاسرائيلية و التى كانت تتفاخر بها و بالتالى لن تستطيع تصديرها او تسويقها  لاى دولة و بالتالى فقد خسرت قرابة ثلاثوائة مليون دولار اجمالى استثماراتها فى هذا المشروع.

وهنا يذكر للمقاومة انها تمكنت بامكانيات بسيطة من انتاج صواريخ قضت على اسطورة القبة الحديدية, كما قضى الجندى  المصرى  العظيم على اسطورة  خط بارليف فى حرب اكتوبر 1973.

هذا يقودونا الى انهيار الهالة  الضخمة التى اصبغوها على جيش الاحتلال و قوته من افلام وثائقية و صحافتهم و اعلامهم المبالغ.

فقد طالت صواريخ المقاومة كل انحاء الاراضى المحتلة و حلقت فوق سماء الكنيست ، الذى هرب اعضاءه بمجر علمهم بذلك.

ثانيها: الخسائر التى وقعت, لدى الطرف الصهيونى المحتل كانت من   الضخامة  بحيث لم يكن يتوقعها ابدا  , ففى كل يوم من ايام الحرب تخسر اسرائيل  نتيجة توقف  المؤسسات و المصانع عن العمل اكثر من مائة مليون دولار اى قرابة  مليار و نصف مليار دولار فى الايام الاحد عشر التى استمرها العدوان

توقف كافة منصات استخراج الغاز الطبيعى  و الذى تصدر للخارج عن العمل  لحين اشعار آخر بالاضافة الى  احتراق و تدمير احد خزانات النفط العملاقة  و الذى تقدر قيمته باكثر من 130 مليون دولار امريكى,

فى فترة الحرب انهارت كل استثماراتها السياحية  و ستسمر لفترة غغير قليلة  نتيجة توقف المطارات و الموانى  لعدم الامان.

ستكون هناك اثار كارثية على الاستثمارات الاجنبية فى الاراضى المحتلة نتيجة انهيار نظرية الامن و الامان التى تدعيها اسرائيل بعد ان اصبحت كافة بقاعها تحت امكانية الاستهداف فى اى وقت.

انخفاض قيمة الشيكل الاسرائيلى بنسبة 20% مع نهاية الاسبوع الاول للمعرقة و استمر التدهور فى عملتها ليصل الى 30%  فى اليوم الحادى عشر.

ثالثها: اشد خساره لهم  فتمثلت فى ظهور هشاشة اتفاقيات التطبيع الاخيرة و انها لاتعدو كونها تطبيع مع انظمة دون الشعوب ، ايضا ظهر الرئيس الامريكى بايدن بتصريح  اقر فيه بحق الفلسطينين فى بناء دولته بقوله انه يجب حل الخلافات بين الفلسطينين و اسرائيل فلاول مرة نرى رئيس امريكى يتجنب الانحياز الاعمى للكان المحتل و يسوى بينه وبين اصحاب الارض، و هذا معناه ان امريكا لم تعد تعترف بيهودية الاراضى المحتلة كما كان الحال فى عهد سلفه طرمب.

فضلا ان صدور تقارير  تلفزيونية عبرية  تنتقد الحرب و تعترف بالارقام الحقيقية للقتلى  حيث قدرتهم بأكثر من مائة قتيل و اكثر من  ثلاثة آلاف جريح مما يعنى زيادة الكلفة البشرية للعدوان على غزة و هذا يقودنا الى ان اكثر من 50% من  يهود الغرب الذين استقطبهم الكيان الصهيونى للاقامة فيه فى الفترة الاخيرة بدوا يتحدثون عبر مواقع التواصل الاجتماعى بانهم يجب ان يغادروا هذا المكان لعدم توفر الامان الكافى به.

وفى المقابل كانت خسارة القطاع فى عشرات الابراج و المبانى المدنية التى سوتها الاعتداءات الصهيونية بالطائرات و القاذفات بالارض ، مع ثبات و صبر اهل غزة و عدم خشيتهم الموت  او الخسائر المادية,  و احساسهم بان لهم سيف ماض و درع حافظ, ثم حاضنة عربية ستعيد لهم اعمار ما افسده العدو و على رأس اشقائهم الذين سيعيدون الاعمار كانت مصر الشقيقة الكبرى رغم كل شىء.

حفظ الله بلاد العرب و نصرهم على اعداءهم.