طريق الجنون فى مصر


سؤال مُلحّ يدور في رأسي:
هل القيم والاحترام أصبحا سلعة ذات قيمة مادية؟ من يدفع أكثر نغض الطرف عنهما؟ أم هما أشياء لا تُشترى ولا تُباع، إنما هما فطرة إنسانية؟
واندهشت من الغضب العريض لجماهير نادي الزمالك بسبب الإعلان المسيء لناديهم، واتهام النادي الأحمر بـ "جنون الأبيض"، برغم أنهم كانوا يملكون الجنون ذاته في تصريحات رئيس النادي الملكي، وخوضه في الأعراض الذي اعتذر عنه لاحقًا.
كانت هذه الصراعات دائمًا ما نجدها في المسلسلات القديمة، دائمًا صراع بين الخير والشر، المال والمبادئ، الحب والكره، وكان ينتصر في النهاية الخير والمبادئ والحب بتوجيه من الدولة للحفاظ على المجتمع ومبادئه، ومقاومة الغير سويّ، والحفاظ على عدم العبثية الإنسانية.
ولكن في هذه الأيام، أصبحت الحياة أكثر واقعية ووضوحًا وتعرّي للنفوس البشرية المريضة.
فوجدنا "نمبر ون" ممثلاً لا يضيف أي قيمة للمجتمع،
ومدافعًا عن الحقوق يتهم الناس بالباطل،
ونادي المبادئ قد يبيع جزءًا منها لدفع رواتب لاعبيه.
فلا يوجد مجتمع مثالي، ولكن يوجد مجتمع لا يفخم أو يعطي للمسيئين أكثر من حقهم، ويحاول أن يرمم ما تأثر به من هؤلاء المخربين في جسد المجتمع.
نعم، تأثرنا بالعولمة، ولكن كان ولابد أن نحافظ على المجتمع والهوية العربية الأصيلة، ولا تتعارض الحفاظ على هذه الهوية مع التقدم، ومثال على ذلك التجربة اليابانية والصينية في الحفاظ على هويتهم التي لا تتعارض مع تقدمهم. ولكن المجتمعات الهشة هي التي تنصاع مع أي شيء جديد ومبهر وتسميه التقدم، وعدم التخلف عن البلدان المزدهرة حضاريًا أدى ذلك إلى تغلغل سموم في عقل المجتمع وثوابته، وساعد في ذلك عدم قدرة الدول على كبح جماح الحرية الإعلامية.
لكن في النهاية، دائمًا ما يعلمنا التاريخ أن أي حضارة قابلة للانهيار السريع مع التخلي عن القيم والمبادئ الإنسانية.