الخميس 25 أبريل 2024 06:52 مـ 16 شوال 1445هـ
مقالات

دكتورة ريتا عيسى الأيوب تكتب.. أَجْمَلُ البَشَرِ

البصمة

هُمْ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ النَّجاحِ والإِحْساسِ بالآخَرِ...
هُمْ مَنْ احْتَرَمَ إِرادةَ الطَّرَفِ الآخَرِ... وَأَخَذَها بِعَيْنِ الإِعْتِبارِ... دونَ فَرْضِ رَأْيِهِ بِشَكْلٍ مُتَعَنِّتٍ...
وَهُمْ مَنْ كانوا واضِحينَ في مَرادِهِم مُنْذُ البِدايَةِ... وَلا يُغَرِّرونَ في البَشَرِ.... فَقَطْ مِنْ أَجْلِ الوُصولِ إِلى غاياتِهِم...

أَجْمَلُهُم أَيْضاً مَنْ كانَ ثابِتاً في مَواقِفِهِ... وَفي مَشاعِرِهِ... وَمَنْ افْتَقَدَكَ حَتَّى لَوْ كُنْتَ حاضِراً... مَنْ سَأَلَ عَنْكَ حَتَّى لَوْ كُنْتَ دائِماً أَمامَهُ...

هُمْ أُولَئِكَ الذّينَ أَحَسُّوا بِكَ حَتَّى لَوْ ظَهَرَتْ عَلَيْكَ عَلاماتُ السَّعادَةِ لِلْبَشَرِ جَميعاً... فَتَراهُم يُجَمِّلونَ يَوْمَكَ بِرِسالَةٍ... سائِلينَ بِها عَنْ حالِكَ وَأَحْوالِكَ...

وَهُمْ مَنْ كانوا بَعيدينَ كُلَّ البُعْدِ عَنْ الأَنانِيَّةِ... فَتَراهُمْ حَتَّى وَإِنْ كانَتْ حَياتُهُمْ وَرْدِيَّةٌ... إِلاَّ أَنَّهُم لا يَسْتَثْنونَ أَوْقاتَ صَمْتٍ... وَتَأَمُّلٍ بِأَحْوالِ الآخَرينَ... وَسائِرِ البَشَرِيَّةِ...

فَهُمْ مَنْ تَراهُمْ واثِقينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَثيراً... وَلَكِنَّهُم مُبْتَعِدينَ كُلَّ البِعْدِ عَنْ الغُرورِ وَالنَرْجِسِيَّةِ...
هُمْ مَنْ يُرَبُّونَ أَبْناءَهُم عَلى الصِّدْقِ... وَاحْتِرامِ الآخَرِ... وَمَشاعِرِهِ... حَتَّى لَوْ كانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ حَظاً... فَيَأْخُذونَهُ دائِماً بِجِدِّيَةٍ...

وَهُمْ مَنْ يَزْرَعونَ في أَنْفُسِهِم التَواضُعَ وَعَدَمِ المُفاخَرَةِ بِمَا يَمْتَلِكونَ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِم... وَعَدَمَ التَّعَلُّقِ بِالحَياةِ المادِّيَةِ...

هُمْ مَنْ يُحِبُّكَ لِمَنْ أَنْتَ... وَكَما أَنْتَ... دونَ الإِصْطِيادِ لِأَخْطائِكَ... أَوْ إِساءَةِ فَهْمِكَ...
هُمْ مَنْ لا يَقْرأُ لَكَ بَيْنَ السُّطورِ... فَتَراهُ يُفَسِّرُ اسْتِفْساراتِكَ وَتَساؤلاتِكَ... بِاللَّوْمِ والعِتابِ... بَلْ هُوَ مَنْ يَفْتَرِضُ بِكَ دائِماً حُسْنَ النِّيَةِ...

أُولَئِكَ هُمْ مَنْ كانَتْ قُلوبُهُمْ بَعيدَةً كُلَّ البُعْدِ عَنْ الجُمودِ والقَسْوَةِ... فَتَراها مَليئَةً بِالحِنِيَّةِ...
فَإِنْ قَابَلْتَ أَحَداً كَهَؤُلاء... أَطْبِقْ عَلَيْهِ بِقَلْبِكَ... وَاغْمِضْ عَلَيْهِ جُفونَكَ... كَيْ يَشْعُرَ بِمَحَبَّتِكَ لَهُ... فَيُلازِمُكَ مَدَى الحَياةِ...