الجمعة 29 مارس 2024 05:52 مـ 19 رمضان 1445هـ
مقالات

  فى اليوم العالمى للعمل الانسانى.. تحية للأبطال على خطوط المواجهة

البصمة

اليوم العالمى للعمل الانسانى هو مناسبة اممية يكرِّم العالم اجمع فيها العاملين بمجالات العمل الإنساني , سواء الذين يعملون في مجتمعاتهم المحلية او فى مجتمعات أخرى ، الذين يبذلون جهوداً استثنائية في أوقات غير عادية لمساعدة النساء والرجال والأطفال الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب لاسباب كارثية مختلفة كالفيضانات و المجاعات و الحروب و الزالازل او البراكين او الجوائح المختلفة مثل الايبولا و الكورونا و غيرهما.

 

وللتأطير و التأريخ تم تخصيص يوم التاسع عشر من أغسطس كل عام ليكون بمثابة اليوم العالمي للعمل الإنساني , تخليدا لذكرى مجموعة من عمال الاغاثة قضوا في هجوم وقع في 19 أغسطس 2003 على فندق القناة في العاصمة العراقية بغداد ابان الاحتلال الامريكى , أسفر عنه مقتل 22 شخصا بمن فيهم كبير موظفي الشؤون الإنسانية في العراق، سيرجيو فييرا دي ميللو.

 

وبعد ستة اعوام أى في عام 2009، أضفت الجمعية العامة للأمم المتحدة الطابع الرسمي على هذه الذكرى الحزينه بإعلان رسمي عن اليوم العالمي للعمل الإنسان, ومنذ ذلك التاريخ يحتفل العالم سنويا بهذه الذكرى.

 

و للتوضيح فأن الأيام والأسابيع الدولية هي مناسبات عالمية لتثقيف الجمهور العادى بشأن القضايا ذات الاهتمام الجمعى الكبير ولحشد الإرادة السياسية والموارد لمعالجة هذه المشاكل ، وللاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها.

 

و يتنوع العاملون فى هذا المجال ما بين موظفين اممين او تابعين لمنظمات اهلية محلية او اقليمية او دولية بالاضافة الى الجهات الحكومية التى تقدم خدمات الاغاثة. و من جانبى ارى ان قمة و اعظم هؤلاء هم اعضاء الجمعيات الاهلية الطوعية الذين يخدمون فى المجتمعات المحلية طوعاً و بلا مقابل وهؤلاء ما اكثرهم , ولكن هذا لا يققل من شأن الذين يعملون فى المجال الانسانى بمقابل فالجميع عرضة لهجمات متعددة سواء من الطبيعة او من مجموعات معادية.

 

و هناك الكثير من القصص المُلهمة عن الأبطال الحقيقيين في مجال العمل الإنساني الذين يبذلون قصارى جهودهم لمواجهة التحديات.

 

وغالباً ما يكون المستجيبون الأوائل من بين المحتاجين أنفسهم، سواء من اللاجئين وأعضاء منظمات المجتمع المحلى والعاملين الصحيين المحليين. فهم يجلبون الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والحماية والأمل للآخرين في خضم النزاع والنزوح والكوارث والأمراض. كما أنهم في كثير من الأحيان، يخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين.

 

و تذكر الاحصاءات عن المنظمات الدولية انه فى هذا العام 2021 يوجد 235 مليون شخص في حاجة للمساعدة الإنسانية والحمائية العاجلة ، وتضيف البيانات أنه وصل معدّل الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى شخص واحد من أصل كل 33 شخص حول العالم، مما يُعد زيادة كبيرة من معّدل واحد إلى كل 45 شخص فى عام 2020. وتهدف الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة إلى مساعدة زهاء 160 مليون شخص في 56 دولة يُعدون في أمس الحاجة للمساعدة، وسيتطلب ذلك اكثر من 35 مليار دولار أمريكي.

 

وهنا اود القول انه و في خضم الجائحة العالمية والاحتياجات غير المسبوقة وانعدام الأمن المتنامي، يظل عمال الإغاثة والقائمون عليه صامدون يقدمون الخدمات لأشد الناس ضعفاً و احتياجا في العالم معرضين حياتهم للاخطار فى سبيل القيام برسالتهم السامية و فى سبيل ذلك يتعرضون لمخاطر عدة.

 

و لعل العام المنصرم كان الاكبر خطراً على الإطلاق بالنسبة لهم ، حيث تعرض 483 فردا منهم لهجوم دام اسفر عن مقُتل 125، وجُرح 234، واختُطف 124 من افراد المنظمات الإنسانية. وكثيراً ما تتكرر مثل هذه الهجمات فى أماكن عدة من العالم منها نيجريا و الكامرون و الكونغو كنشاسا ومالى و افغانستان و الاراضى الفلسطينية المحتلة و سوريا ولبنان وجنوب السودان و افريقيا الوسطى واليمن قد تكون الجهات المنفذه لهذه الهجمات مجموعات ارهابية او مجموعات عرقية وملشيات و احيانا تتم بواسطة جيوش نظامية كالهجمات التى ينفذها جيش الاحتلال الاسرائيلى على غزة و جنوب لبنان و سوريا و غالبا ما تطال المدنيين .

 

ودائما ما تدين الأمم المتحدة هذه الهجمات، وتدعو إلى محاسبة الجناة وتحقيق العدالة للناجين. فلا يمكن أن يشكّل عمال الإغاثة هدفاً و مع الاسف فى كثير من الحالات يفلت الجناه من العقاب.

 

و فى هذه المناسبة علينا ان نرسل التحايا العطره العاملين في المجال الإنساني في كل مكان ينشطون به ونقول لهم انتم تقومون بعمل مهم وشجاع على الخطوط الأمامية، أنتم تنقذون الأرواح و بالرغم من تراكم التحديات والأزمات الا نكم بمثابرتكم تصبحون مصدراً للإلهام لنا .